عاد زعماء انفصاليون يمنيون استفادوا من ضعف السلطة المركزية في صنعاء وتحرر المناخ السياسي بعض الشيء بعد الانتفاضة الشعبية العام الماضي من منفاهم لحشد الدعم لإحياء دولة اليمن الجنوبي. واستفاد الانفصاليون في الجنوب وقبائل الحوثيين الإسلامية في الشمال ومقاتلو تنظيم القاعدة من الانتفاضة الشعبية في اليمن التي أطاحت بحكم رجل الدولة القوي علي عبد الله صالح في فبراير شباط الماضي. وعاد بعض الانفصاليين البارزين إلى جنوب اليمن في الفترة الأخيرة لحشد التأييد الشعبي عن طريق تنظيم احتشادات في الشوارع والقيام بجولات في محافظات الجنوب وتأسيس جماعات تضم حركات مختلفة. ومن ناحية أخرى تخطط الحكومة اليمنية المركزية المدعومة من الغرب ومقرها صنعاء في الشمال لحوار وطني يبدأ في نوفمبر بشأن إصلاح النظام السياسي وحسم قضايا مثل موازنة النفوذ واقتسام الموارد. وتعتقد الدول الغربية أن بعض زعماء الجنوب الذين يطلقون على حركتهم اسم الحراك لا يهتمون بالحوار الوطني قدر اهتمامهم بالانفصال ربما بمساندة إيران العدو اللدود للسعودية والولاياتالمتحدة. لكن الخلافات السياسية والشخصية السائدة داخل الحركة الجنوبية قد تعطل مساعي الانفصال. ولم يذكر الزعماء الإنفصاليون ما إذا كانوا سيشاركون في الحوار الوطني. وقال المعلق السياسي اليمني مدين المقباس إن الحراك يواجه أزمة قيادة ووحدة صف. واضاف أن هناك تيارا بداخله يريد دولة اتحادية مشيرا إلى أن هذا أمر يمكن تحقيقه غير أن تيارا آخر يريد الاستقلال لكن بدون تدخل من إيران أو الولاياتالمتحدة. من جهة اخرى, أعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن تطلعه إلى مواصلة الإتحاد الأوربي دعمه لإنجاح المرحلة الانتقالية في بلاده، واستمرار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وعقد مؤتمر الحوار الوطني المرتقب. ولفت هادي خلال لقائه الليلة قبل الماضية في صنعاء سفيرة الإتحاد الأوروبي الجديدة لدى اليمن بتينا موشايد الانتباه إلى أهمية برمجة المساعدات المقدمة من الإتحاد الأوروبي بصورة استثنائية وبآلية سريعة لمواجهة الظروف الاستثنائية في اليمن. وأكدت السفيرة من جهتها وقوف الاتحاد الأوربي الكامل إلى جانب اليمن من أجل إنجاح المرحلة الانتقالية في البلاد.