تحول التوتر القائم على الحدود بين سوريا وتركيا إلى تبادل شبه يومي للقصف المدفعي مع موجة جديدة من القصف والقصف المضاد، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التحذير أمس الاثنين من خطورة الوضع على الحدود بين البلدين. فقد تواصل التبادل المدفعي بين سوريا وتركيا, إذ أعلن مسؤول تركي لوكالة فرانس برس أن الجيش التركي رد أمس الاثنين مجدداً بقصف مواقع عسكرية سورية بعد سقوط قذيفة أطلقت من الجانب السوري في الأراضي التركية. وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن القذيفة سقطت في منطقة ألتينوزو بإقليم هاتاي (جنوب شرق تركيا). وقال إن (الجيش التركيرد فوراً بعد كل قذيفة سورية.. وبطارياتنا المضادة للطائرات تقصف المواقع السورية). وحذر بان كي مون من الوضع (البالغ الخطورة) على الحدود السورية التركية وذلك في افتتاح أول (منتدى عالمي للديمقراطية) في ستراسبورغ. وقال بان كي مون أمام مجلس أوروبا (إن الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأساوي. إنه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة). وأضاف أن (تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة على لبنان أمران بالغي الخطورة) وقال (مع اقتراب فصل الشتاء نحن بحاجة إلى أن يلبي المانحون بمزيد من السخاء احتياجات السكان في داخل سوريا واللاجئين الذين يزيد عددهم عن 300 ألف لاجئ في الدول المجاورة). وبعد أن عبر (عن قلقه الشديد إزاء التدفق المستمر للأسلحة إلى الحكومة السورية وكذلك إلى قوات المعارضة) دعا مون كل الأطراف وسط تصفيق حار من الحاضرين إلى وقف استخدام العنف والتوجه نحو حل سياسي. إنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. وقال إن عسكرة النزاع لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. وسجل أمس الاثنين تصاعدا كبيرا في حدة المعارك والقصف في مدينة حمص وريفها حول مدينة القصير فيما يبدو أنه محاولة من قوات النظام للسيطرة على المدينة والمناطق المحيطة بها وبلغت حصيلة الضحايا أمس الاثنين في مجمل الأراضي السورية 132 قتيلاً بينهم 48 مديناً و31 مقاتلاً أو منشقاً و53 عسكرياً نظامياً غالبيتهم في محافظتي درعا وحلب حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف في سوريا حصدت ما لا يقل عن 32 ألف قتيل غالبيتهم من المدنيين منذ بدء الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد في منتصف مارس 2011. وأضاف المرصد أن الأسبوع الماضي وحده شهد سقوط نحو ألف قتيل، ما يدل على تصاعد حدة المعارك خلال الفترة الأخيرة. وفي دمشق أفاد المرصد عن تنفيذ القوات النظامية «حملة هدم وتجريف للمنازل في حي القابون جنوب العاصمة ومنطقة برزة في شمالها التي تشهد حالة نزوح كبيرة للسكان وذلك غداة مقتل عنصر من قوى الأمن بتفجير عبوة ناسفة استهدف مقراً للشرطة في حي خالد بن الوليد بمنطقة الفحامة في العاصمة. وقام رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا بزيارة إلى منطقة سورية على مقربة من الحدود مع تركيا برفقة عدد من أعضاء المجلس وقادة من الجيش السوري الحر. وقال مسئولان في الجيش السوري الحر إن سيدا زار بلدة باب الهوى المحاذية لتركيا في محافظة ادلب حيث التقى العديد من قادة هذا الجيش المتمرد. وهي الزيارة الأولى لسيدا إلى الأراضي السورية منذ تسلمه رئاسة المجلس الوطني في يونيو الماضي. إلى ذلك بدأ ناشطون متطوعون في بلدة قاح شمال غرب سوريا في بناء مخيم من المفترض أن يستقبل اعتباراً من الأسبوع الحالي آلاف السوريين الهاربين من المعارك في مشروع هو الأول من نوعه داخل سوريا. وقال الشيخ عمر الرحمن الذي يقف وراء المشروع الأول من نوعه على الأراضي السورية والذي سيتولى إدارته لاحقاً هذا المشروع مبادرة محلية بدعم مالي من مانحين ليبيين مؤكداً نحن نرحب بكل المساهمات. وفي الأردن كشف المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود أن الحكومة كلفت مجموعة من الخبراء الأردنيين بالبحث عن مكان آخر لإنشاء مخيم جديد للاجئين السوريين وأنها عاينت خلال الفترة الماضية العديد من المواقع.