فاصلة: (بسبب مسمار ضاعت حدوة الحصان، وبسبب حدوة الحصان ضاع الحصان، وبسبب الحصان ضاع الفارس) -حكمة إسبانية- لم تكن الطفلة المقتولة على يد خادمة المنزل الضحية الأولى ولن تكون الأخيرة لسبب بسيط وهو أن القتل جريمة موجودة في كل المجتمعات الإنسانية منذ أن قتل الأخ أخاه في أول جريمة على وجه الأرض. ومجتمعنا الذي انفتح على تغييرات اقتصادية واجتماعية وثقافية سريعة مسرح لمختلف الجرائم في ظل غياب الوازع الديني والوقاية الخاصة والعامة من السلوك الإجرامي. لكن السؤال لماذا يتم قتل الأطفال الأبرياء ومَن الذي يقتلهم وما هي دوافع القتل؟.. لماذا تقتل خادمة طفلة بريئة وما هي دوافعها؟.. أياً كانت الدوافع والأسباب، فليس الحل أن نوقف استقدام الخادمات أو نعجّل بوجود الحاضنات للنساء العاملات خارج المنزل. نحن أمام مشكلة وعي الأمهات والآباء بمسؤوليتهم تجاه الأبناء. ولا ألوم والدي الطفلة، فالله يعينهما على الصبر على مصيبتهما، إنما بشكل عام من المهم أن نختار الخادمة أو المربية وفق شروط معينة في حال وجود أطفال في المنزل. وخادمة «تالا» لا يمكن أن تكون شخصية سويّة، إذ لا توجد دوافع لارتكاب جريمة بشعة مثل قطع رأس الطفلة البريئة «تالا». هل تعتقدون أنه لا يوجد عنف لفظي مثلاً تجاه الأطفال في الحاضنات؟.. وهل سيختار الأهل حاضنات جيدات أم سيبحثون عن أرخص الأسعار؟.. بعض الأهل لم يعوا بعد خطورة العنف اللفظي على نفسيات الأطفال ولذلك هزتنا جريمة قتل الطفلة، أما نفسيات الأطفال إن دُمرت فهذه لم توضع بعد في الحسبان.. أعتقد أننا بحاجة إلى وعي أسري كبير بمسؤوليتنا تجاه الأطفال في المنزل والمدرسة والأماكن العامة، وبحاجة إلى قوانين نافذة لتجريم العنف ضد الطفولة لنقي أطفالنا شر الجرائم المختلفة، فالوقاية أولاً. [email protected]