الإنفلونزا مرض فيروسي حاد شديد العدوى والانتشار ويتكاثر فيه الفيروس في الإفرازات المخاطية في الأنف والبلعوم ولعاب الأشخاص المصابين والحنجرة ويصيب الجهاز التنفسي بدءا من الأنف مرورا بالحلق ونزولا إلى الشعب الهوائية فالرئتين وتنتقل الإصابة بشكل أساسي من شخص إلى آخر بالمخالطة المباشرة عبر الرذاذ المتناثر خلال العطس أو السعال والكلام، وكلمة فيروس معناه باللاتينية سم سائل لأنه يتخلل أدق الأغشية التي تحجز الميكروبات. قل.. ولا تقل! وهناك خطأ شائع في نطق اسم المرض. فمعظم الناس يربطون نطقه (بالأنف) فيقولون (أنف)(لونزا) بفتح الهمزة لظنهم أنه مرضا يصيب الأنف، لكن النطق الصحيح هو (إنفلونزا) بكسر الهمزة وهي النطق العربي للاسم اللاتيني للمرض Influenza، والخطأ الشائع الآخر أنه ليس للمرض علاقة كبيرة بإصابة الأنف بل تصيب الإنفلونزا كامل الجسد وهو لبس يحدث بسبب الخلط بين الإنفلونزا ونزلة البرد. تحدث في أي وقت وبالرغم من أن الإنفلونزا تعتبر من الأمراض التي تكاد تصيبنا جميعا في فصل الشتاء، إلا أن الإصابة بها لا تقتصر فقط على فصل الشتاء. إذ إن الفيروس يبقى ناشطا طوال أيام السنة لا سيما عند تغير الفصول خصوصا في الخريف والشتاء، ولهذا فإن الإصابة بالإنفلونزا يمكن أن تحدث في أي وقت. الإنفلونزا..لاحياء لها والإنفلونزا هي أكثر الأمراض انتشارا إذ ما إن يصاب أحد أفراد الأسرة بهذا المرض حتى تنتقل الإصابة إلى باقي أفراد الأسرة، والزملاء في العمل، ولا يوجد إنسان في الدنيا لم يصب بها مرات متعددة وهي ليست بالمرض البسيط التافه الذي يظنه الناس ويستهترون به، فيهملون علاجه إذا أصابهم، ولا يحترسون من عدواه إن أصاب غيرهم وفيروس الإنفلونزا يعشق البرد فتراه يرتدي على رأسه قلنسوة من الصوف ويتدثر بالفراء حيث تكثر العدوى بالإنفلونزا في الشتاء، ولا يأبه لأحد فيصيب الذكور والإناث الصغار والكبار، إذ يكفي وجود الشخص بضع دقائق في حجرة المريض لكي يأخذ العدوى. وتظهر أعراض الإنفلونزا فجأة وتعلن عن نفسها بقوة، وفي وقت قصير جدا يشعر الإنسان الذي كان حتى ذلك الحين صحيحا لا يعاني من شيء، بتوعك شديد ووهن غريب يجعله غير راغب بشيء إلا الخلود إلى السرير للاستلقاء لفرط ما يشعر به من تعب شديد ناتج عن الإنفلونزا. الإنفلونزا في المملكة أما بالنسبة للمملكة فإن موسم الإنفلونزا يبدأ في شهر نوفمبر وينتهي في شهر إبريل وتتشابه سلالات الإنفلونزا الموجودة في مجتمعنا مع السلالات الموجودة حول العالم. * هل الإنفلونزا معدية جدا؟ بالرغم من أن الإنفلونزا قادرة على الانتقال بسرعة من شخص لآخر لكن هناك عدد كبير من الأشخاص لا يصابون بها حتى لو كانوا على مقربة من الشخص المصاب، وإذا أشار ذلك إلى شيء إنما يشير إلى أن العدوى ليست نتيجة محتومة. الإنفلونزا وموسم الحج يعتبر موسم الحج مناسب جدا لانتشار الفيروس. كما أن التغيير الكبير في درجة الحرارة في الخارج (أكثر من 40 درجة) مقارنة مع الأماكن المقفلة المجهزة بآلات لتكييف الهواء يمكن أيضا أن تزيد إمكانية تفشي الإنفلونزا خلال فصل الصيف. حمى وتكسير - ارتفاع مفاجئ ومستمر في درجة الحرارة (حمى) تتراوح مابين 39 و41 درجة خصوصا عند الأطفال وترتفع درجة الحرارة بسرعة خلال ال24 ساعة الأولى وربما تستمر لمدة أسبوع. - احتقان بالوجه. - الشعور بالإنهاك والتعب والهزال والضعف. - الميل إلى الخمول والنوم. - زيادة في سرعة النبض والتنفس. - صداع وآلام في الظهر والمفاصل والعضلات) تكسير في كامل الجسم). - رشح من الأنف وتدميع من العين مع ألم أو حرقان في العينين عند النظر للضوء. - فقد الشهية للأكل وغثيان أو قيء. - سعال مستمر جاف يستمر عادة أكثر من أسبوع بعد اختفاء أعراض المرض. - قد يحدث للمريض بحة في الصوت. وعادة تزول أعراض المرض الحادة بعد 5 أيام ويتعافى معظم المرضى خلال أسبوع أو أسبوعين.وعند قلة من المصابين تستمر أعراض مثل الإرهاق الشديد والكسل أو التراخي لعدة أسابيع مسببة صعوبة في العودة لممارسة الطبيعية والعمل. التطعيم أفضل وسيلة للوقاية الراحة والبنادول. - الراحة التامة في الفراش. - تجنُّب التعرُّض للتيارات الهوائية الباردة. - الإكثار من تناول السوائل الدافئة كشاي الأعشاب المحلاة بالعسل والينسون والقرفة. - كمدات المياه الباردة على الجبهة والوجه. - تناول الأدوية المسكنة للألم والخافضة للحرارة مثل البنادول. - تناول الأغذية المتنوعة كالحبوب والخضار والفواكه الغنية بفيتامين ج كالبرتقال والليمون. - علاج المضاعفات فور ظهورها. - حسن تهوية مكان المريض. لا مضادات حيوية - لا ينصح باستعمال أي مضادات حيوية التي للأسف كثيرا ما تؤخذ بشكل اعتباطي دون أن تحقق أية فائدة في هذا المجال. تطعيم الإنفلونزا - يتم إعطاء اللقاح بواسطة حقنة عضلية قبل بدء موسم الإنفلونزا بشهر إلى شهرين وبالتحديد في شهري أكتوبر وأوائل شهر نوفمبر. التطعيم لهؤلاء يتعين أخذ لقاح الإنفلونزا من قبل الأشخاص التاليين حيث إنهم أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا مثل الالتهاب الشعبي والالتهاب الرئوي. - جميع الأشخاص البالغين من العمر 65 عاما أو أكثر. وفي حالة وجود كميات كافية من اللقاح، يتعين أخذ اللقاح لجميع الأشخاص البالغين من العمر 50 عاماً أو أكثر. - جميع الأطفال من سن 6 أشهر وحتى 24 شهراً. - الكبار والأطفال الذين تزيد أعمارهم على 6 أشهر والذين يعانون من حالات مرضية مزمنة في القلب أو الرئة (بما في ذلك الربو)، وداء السكري، وأمراض الكلى والكبد، وأمراض الدم المختلفة، وانخفاض المناعة بسبب الأمراض أو ذوي المناعة المثبطة بالأدوية مثل من تلقى زراعة عضو (كلى، كبد، قلب) أو من يتلقى علاج ضد السرطان. - الأطفال والمراهقين (6 أشهر إلى 18 عاماً) الذين يتناولون عقار الأسبرين لمدة طويلة. - النساء الحوامل اللواتي لديهن حالات طبية تؤدي لزيادة خطر تعرضهن لمضاعفات المرض. - الأشخاص الذين لهم اتصال مباشر مع المرضى مثل الأطباء والممرضات وجميع العاملين بالمستشفيات والمقيمين في المصحات والمستشفيات. د. عبير أنيس ود. بشير العلي - وحدة الأطفال وحديثي الولادة