اعتمد صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا الخطة العامة لتنفيذ تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج لعام 1433ه. أوضح ذلك معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري، معرباً عن تقديره وامتنانه لموافقة سمو وزير الداخلية على الخطة وتوجيهاته باتخاذ كافة الترتيبات بهدف الحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن في إطار ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من إمكانات هائلة وجهود ضخمة لتيسير مناسك الحج لملايين المسلمين القادمين من جميع أنحاء العالم. وأشار الفريق التويجري إلى أن الخطة العامة للدفاع المدني في حج هذا العام تهدف إلى اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية الحجاج والمواطنين وتوفير السلامة لهم من أخطار الحوادث والكوارث وحماية الممتلكات العامة والخاصة، والتدخل السريع للتعامل مع أي حوادث طارئة وذلك باتباع أفضل السبل، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بتنفيذ تدابير مواجهة ما قد يحدث من طوارئ في جميع مناسك الحج بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وأشار مدير عام الدفاع المدني إلى أن الخطة تتضمن «13» افتراضاً للأخطار المحتملة في الحج والتي تم استشرافها من خلال أعمال الرصد وتحليل المخاطر ودراسات لأداء خلال موسم حج العام الماضي وكذلك دراسة المستجدات المرتبطة بالمشاريع الكبرى لخدمة الحجاج بمكة المركمة، إضافة إلى أي حالات أخرى تتطلب تطبيق تدابير الدفاع المدني والتي تتلخص في الاستعداد لمواجهة المخاطر المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية منها وتهيئة كافة الإمكانات والمستلزمات الضرورية والتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المشاركة لمواجهة ما قد ينجم عنها من أضرار، من خلال أكثر من» 450» وحدة وفرقة ميدانية تتواجد في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، ومجهزة بكافة معدات الإنقاذ والسلامة والإسعاف والإطفاء والإنقاذ المائي، إضافة إلى الوحدات المتخصصة في التعامل مع المواد الخطرة وقوات المهام الخاصة وطيران الأمن. وأكد الفريق التويجري أن قائمة المخاطر الافتراضية التي تم رصدها تشمل الأخطار الطبيعية كالأمطار والسيول، والزلازل والانهيارات الجبلية، كذلك المخاطر الناجمة عن بعض السلوكيات السلبية مثل الحرائق الناجمة عن استعمال مواقد الغاز المسال وحوادث الافتراش، والتدافع والزحام، وحوادث الأنفاق ومخاطر التلوث الكيمائي وكل ما قد يطرأ من حوادث، مشيراً إلى أن الاستعدادات لتنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني بالحج، توفر بمشيئة الله تعالى القدرة على التعامل مع كافة الحوادث من خلال منظومة من الإجراءات الوقائية، عبر عدد من الخطط التفصيلية الملحقة بالخطة العامة للدفاع المدني في الحج، وباستخدام أحدث الآليات والمعدات التي وفرتها الدولة رعاها الله، ومنها معدات تدخل الخدمة لأول مرة في حج هذا العام والتي تم تأمينها من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لتطوير آليات الدفاع المدني بتكلفة تتجاوز مليار ومائتي مليون ريال لتعزيز قدرة جهاز الدفاع المدني على أداء رسالته في الحفاظ على الأرواح والممتلكات وتوفير أقصى درجات السلامة لضيوف الرحمن. وأعرب الفريق التويجري عن سعادته باستفادة الدفاع المدني - من أنظمة الاتصالات والمعلومات المتطورة في تلقي البلاغات عن الحوادث آلياً وتحديد مواقعها باستخدام المصورات الجوية، وأنظمة تحديد موقع المتصل وتوجيه الفرق والوحدات الميدانية لأفضل طرق الوصول لموقع الحادث في أسرع وقت، كذلك مضاعفة قدرة عمليات الدفاع المدني في تحديد أماكن تجمعات السيول والأمطار ومعرفة اتجاه جريانها، وربط المنشآت الحيوية في العاصمة المقدسة بغرف ومراكز عمليات الدفاع المدني مما يتيح استشعار أي حوادث قد تقع في هذه المنشآت آلياً وفي غضون ثوانٍ قليلة، مؤكداً أن الإمكانات الجبارة التي تقدمها المملكة سنوياً لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج جعلت من إدارة هذا العدد الكبير من الحجاج وتأمين سلامتهم نموذجاً يحتذى به في كثير من دول العالم، ولا سيما في ظل تباين المستويات التعليمية والثقافية واختلاف البيئات واللغات التي ينتمي إليها حجاج بيت الله الحرام، كما أتاحت إمكانات كبيرة لتوعية الحجاج بمتطلبات السلامة أثناء أداء المناسك. وثمن الفريق التويجري في ختام تصريحه جهود صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ومتابعة صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، لاستعدادات الدفاع المدني في موسم الحج في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتوفير كل ما يلزم من إمكانات لتيسير أداء مناسكهم في جو من الطمأنينة والأمن، مؤكداً أن هذه الجهود تمثل ملمحاً أصيلاً في توجيهات بلادنا المباركة التي شرفها الله باحتضان الحرمين الشريفين، وجعلها مقصداً تهفو إليه قلوب المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها. ووجه معالي مدير عام الدفاع المدني كافة ضباط وأفراد الدفاع المدني العاملين في الحج باستشعار ضخامة المسؤولية والمهمة الجليلة في تحقيق أمن وسلامة ضيوف الرحمن، واستحقاق شرف إعانة الحجاج على أداء هذه الفريضة الغالية، مشيراً إلى أن نيل هذا الشرف يأتي ببذل أقصى جهد في استيعاب المهام وفق الخطة الموضوعة للوقاية من أي أخطار أو حوادث طارئة، والاستفادة من الإمكانات الضخمة التي وفرتها الدولة لقوات الدفاع المدني. وأوضح الفريق التويجري أن عدد قوات الدفاع المدني المشاركة في الحج هذا العام ما يزيد عن (25700) ألف ضابط وفرد، و(6900) آلية ومعدة متعددة الاستخدامات، بالإضافة إلى عدد (19) طائرة عمودية من أسطول الطيران الأمني المجهزة بأحدث التقنيات للعمل على مدار الساعة، وفي كافة الظروف المناخية وتنفيذ مهام الدفاع المدني في الإنقاذ والإطفاء والإخلاء والإسعاف الجوي