يقول الأصبهاني في كتابه الأشهر في تراثنا الأدبي «الأغاني» عن عبد الحكم بن عمرو الجمحي إنه (قد اتخذ بيتاً فجعل فيه شطرنجات ونردات وقرقات ودفاتر فيها من كل علم، وجعل في الجدار أوتاداً فمن جاء علَّق ثيابه على وتد منها ثم جرَّ دفتراً فقرأه أو بعض ما يلعب به فلعب به مع بعضهم). والقرقات في نص الأصبهاني هنا يقصد بها الألعاب. وعبد الحكم الجمحي هذا عاش في القرن الأول الهجري في مكةالمكرمة، وتأملوا في هذا النص كيف أنه وضع في مكان واحد الكثير من وسائل التثقيف والترفيه وكأننا أمام مركز متكامل يستثمر وقته فيه الصغير والكبير بما يفيد. هذا النص التاريخي استوقف الكثير من الباحثين، وهو جدير بأن يدرس أكثر وينظر في تجربة الجمحي، والأهم من هذا وذاك أن نجد بعد أربعة عشر قرنا من يعيد تجربة الجمحي في مثل هذه المشروعات الثقافية الترفيهية بطرح عصري وبمنهج يتناسب وجيلنا القائم. [email protected] على التويتر @yousef_alateeg- فاكس 2333738