دارت معارك شرسة في مدينة حلب بشمال سوريا أمس السبت غداة المعارك «غير المسبوقة» التي شهدتها الجمعة كبرى مدن شمال سوريا، في حين تقوم القوات النظامية بمداهمات شمال دمشق حيث دارت اشتباكات في أحد أحيائها الجنوبية صباحاً. وقتل أكثر من 120 شخصاً أمس في أعمال العنف متفرقة في أنحاء البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع اشتباكات صباح أمس في حلب «بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء باب أنطاكيا والجلوم وباب جنين ومحيط حيي الشيخ خضر وبستان الباشا وحي الميدان وحي الإذاعة الذي تعرض للقصف». وكانت وقعت صباحاً «اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين (جنوب غرب) إثر الهجوم الذي نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على نقطة عسكرية للقوات النظامية للحي»، بحسب المرصد. ووقعت اشتباكات فجراً في أحياء الصاخور (شرق) وبستان القصر والكلاسة في جنوب غرب المدينة، التي شهدت ليل الجمعة اشتباكات مع محاولة مقاتلي المعارضة التقدم على عدد من المحاور، منها الوسط حيث «دارت اشتباكات عنيفة (...) في الأعظمية والسبع بحرات ودوار الجندول»، بحسب المرصد. واندلعت النيران بمئات المتاجر في السوق المسقوفة بمدينة حلب القديمة أمس, على أيدي قوات الأسد خلال الاشتباكات مع الثوار. وبدأت قوات المعارضة الجمعة أكبر هجوم من نوعه في حلب قرب الحدود مع تركيا لاستعادة مناطق تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وقال الجيش السوري الحر المعارض الجمعة إنه شن «معركة حاسمة» في المركز التجاري لسورية. وقال أحد قادة الجيش، ويدعى أبو عمر الحلبي، إن قوات الحكومة نفذت 20 غارة جوية على الأقل على مناطق سيطرت عليها المعارضة في اليوم السابق. وذكر نشطاء أن نحو 230 شخصاً قتلوا في أنحاء متفرقة من سورية الجمعة معظمهم في حلب. وفي دمشق قامت القوات النظامية صباح أمس بحملة مداهمات واعتقالات في حي برزة (شمال) الذي شهد «حالة نزوح بين الأهالي خلال الاقتحام»، بحسب المرصد. كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن «اقتحام الحي بالدبابات من قبل قوات الأمن والشبيحة وكسر أقفال أحد المحال التجارية مقابل جامع السلام وسرقتها بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين «تسجل في منطقة البساتين الفاصلة بين برزة وحرستا»، أدت الى مقتل مقاتلين اثنين. كما دارت اشتباكات صباحاً في حي التضامن (جنوب) «تبعها انتشار للقوات النظامية في الحي وحملة مداهمات». وعلى الصعيد السياسي, لمحت تركيا الى أنها ستقوم بعمل أذا تكرر هجوم بقذيفة مورتر على أراضيها من داخل سوريا. وقالت وكالة دوجان الخاصة للأنباء إن قذيفة مورتر أطلقت من سوريا سقطت في جنوب شرق تركيا أمس الجمعة وألحقت أضراراً بمنازل وأماكن عمل في منطقة أكاكالي الحدودية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين في نيويورك إن أنقرة أبلغت الأممالمتحدة وحلف شمال الأطسي بالحادث في تصريحات أذاعتها شبكة (سي.ان.ان.ترك). وذكر داود أوغلو ليل الجمعة السبت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة دون أن يخوض في تفاصيل «أود أن يعلم الناس أنه إذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فإننا نحتفظ بحقوقنا وسنمارس هذه الحقوق».