أجرى موفد الجامعة العربيَّة والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس الجمعة محادثات مع أعضاء في المعارضة الداخليَّة التي يسمح لها النظام بالعمل، قبل لقاء اليوم السبت مع الرئيس بشار الأسد الذي يواجه نظامه حركة احتجاجية. وقال حسن عبد العظيم الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، التي تضم أحزابًا عربيَّة وكرديَّة واشتراكيَّة وماركسيَّة، أن وفدًا «التقى (الإبراهيمي) بعد ظهر أمس لاطلاعه على وجهة نظر الهيئة ووسائل حلِّ الأزمة السوريَّة». وسيلتقي الابراهيمي الرئيس الأسد اليوم السبت. وكان الموفد العربي والدولي أجرى بعد وصوله الخميس إلى دمشق محادثات مع وزير الخارجيَّة السوري وليد المعلم الذي أكَّد «التعاون التام من الجانب السوري في إنجاح مهمته»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). من جهة أخرى، أكَّد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان مساء الخميس أن بلاده لم ولن تسلم أسلحة للمعارضة السورية. وجاء كلام الوزير الفرنسي، في مؤتمر صحفي عقده في بيروت، وتحدث فيه عن زيارته إلى لبنان ولقائه مع المسؤولين اللبنانيين، وعن الأوضاع في سورية. وردًا على سؤال بشأن صحة ما أعلنه العميد السوري المنشق مناف طلاس، من أن أجهزة المخابرات الفرنسية أخرجته من سورية، وأن فرنسا تدرس تزويد الجيش السوري الحر بالمدفعية الثقيلة أجاب الوزير الفرنسي بالقول: إن «فرنسا لم تسلم أسلحة للمعارضة السورية ولن تسلم أسلحة لها، وما قاله العميد طلاس بأن الأجهزة الفرنسية ساعدته فإنَّ هذا صحيح». وعن إمكان إقامة منطقة حظر للطيران فوق سورية قال الوزير الفرنسي: إن «منطقة حظر للطيران في سورية أو على جزءٍ من الأراضي السورية، تعني حشد إمكانات هائلة، ولذلك من الضروري أن يتخذ قرار من مجلس الأمن لتحقيقه، وهذا غير متوقع إذا ما نظرنا إلى ما حصل سابقًا في مجلس الامن». وتحدث لودريان عن إمكانيَّة إقامة منطقة عازلة وقال: «نحن نجد أن هذا الموضوع ليس مستحيلاً ولكن هو بحاجة لشروط مسبقة وهذه الشروط غير متوفرة». وتابع لودريان: «يجب أن تكون المنطقة العازلة محررة وواسعة تحكمها سلطات معترف بها، يمكن أن تكون هذه السلطات محليَّة تشكّل نواة لسلطات وطنيَّة في المستقبل». بدوره، أكَّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر في يالطا جنوب أوكرانيا أمس الجمعة أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقترب من «نهايته الحتمية»، محذرًا من امتداد النزاع إلى المنطقة بأكملها. وقال أردوغان في خطاب أمام مؤتمر يالطا للإستراتيجيَّة الأوروبيَّة «علينا أن نقول لا لهذه المأساة وألا نسمح لألسنة اللهب بالانتقال إلى المنطقة بأكملها»، مشيرًا بذلك إلى «الأزمة الإنسانيَّة» في البلاد، مؤكدًا أن نظام الأسد يقترب من «نهايته الحتمية».