أوضح د. حمزة بيت المال أستاذ الإعلام المشارك والمستشار الإعلامي أن ظهور القنوات الفضائية الدينية المحافظة جاء على خلفية عدة اتجاهات في مجال صناعة البث التلفزيوني والتي منها أولاً: توفر القنوات التلفزيونية الفضائية عبر الأقمار الاصطناعية، وانخفاض تكلفة استئجارها وتشغيلها بدرجة كبيرة، وثانياً انتشار ظاهرة القنوات التلفزيونية الفضائية المتخصصة وثالثاً ظهور بيئة محافظة في بعض الدول العربية تتقبل مثل هذا النوع من البث مقابل بث القنوات العامة المتعددة المحتوى ومستوى الانفتاح واضاف الدكتور حمزة قائلا: ويمكن تقسيم هذه القنوات بالعديد من الأوجه منها الملكية، فبعض هذه القنوات مملوكة لجهات حكومية، أو أحزاب سياسية أو مؤسسات خاصة أو أفراد وتابع قائلا، أما تقسيم هذه القنوات من حيث طبيعة المحتوى الذي تبثه فإن معظمها مؤدلجة بمعنى أنها تعبر عن فكر وفلسفة المالك الذي يسعى من خلالها لنشر فكره وسياساته عبرها مشيرا إلى أنه استغلتها بعض الرموز الدينية للتكسب المادي من مثل هذه القنوات، ومضى أستاذ الإعلام المشارك للقول أما فيما يتعلق بمستوى الاحترافية فإن غالبية هذه القنوات لا تنتج إلا برامج محدودة جدا، وتعتمد بشكل كبير على إعادة البث، وشراء بعض البرامج القديمة لتعبئة الوقت وبالنسبة للبرامج التي تنتجها فهي تعتمد على ما يسمى ببرامج التكلفة المنخفضة وهي برامج التقديم الفردي والمقابلات ومضى الدكتور حمزة قائلا: لذلك لا توجد أصلا احترافية ولا مهنية في طبيعة عملها الإنتاجي، عدا بعضها التي تدعمها الحكومات. أما بالنسبة لحجم المشاهدة لهذه القنوات فإن ما هو معروف في مجال القنوات التلفزيونية الفضائية العربية، أن مجموعة محدودة (في حدود عشر قنوات) منها تستحوذ على غالبية المشاهدين (ما يقرب من 80%)، أما البقية والتي يربو عددها على ستمائة قناة تتوزع الباقي في حدود 20%. لذلك فإن جمهور معظم هذه القنوات المحافظة وغيرها من القنوات المتخصصة هم في الغالب أقارب وأصدقاء ملاكها، لذلك فهي أشبه بدكاكين الحارة لا يتعامل معها إلا سكان الحي الذي تكون فيه، واختتم أستاذ الإعلام المشارك قائلا: إن العمل الإعلامي هو عمل مؤسسي وصناعة، ويتطلب نوعا من مصادر التمويل المعروفة، والمسؤولية الاجتماعية، وفي ظل غياب أي من هذه المقومات فإنها ستفشل لذلك ليس مستغربا أن يخرج الكثير منها من الخدمة حالما تستنفد غرض مالكها ومشغلها مؤكدا أن مستقبل هذه القنوات مرهون بملاءة ملاكها وبقاء البيئة التي دفعت للحاجة لها لكن ليس مستبعدا أن غالبيتها ستخرج من الخدمة قريباً.