اطلعت على مقال الأستاذ سلمان بن محمد العُمري المنشور في العدد (14582) يوم الجمعة 13-10-1433ه، عن دور المرأة المسلمة في الوقف، وهذا الطرح لا يستغرب على كاتبه، وقبلها كنت قد اطلعت على مؤلّف للكاتب المعنون (ثقافة الوقف في المجتمع السعودي) والجهد الكبير المبذول لترسيخ ثقافة الوقف ومكانته في دفع التنمية المستدامة في الإسلام. وخلال ما طرح يمكن أن أضيف لما ذكر في المقال عن أول جامعة إسلامية (جامعة القرويين) بمدينة فاس بالمغرب، أوقفتها السيدة فاطمة الفهري لطلاب العلم، وأجرت الأجور والهدايا لكراسي العلماء، حباً في العلم، وخدمة لطلابه ومشايخه. وتتعدّد صور الوقف بمدى وعي المجتمع بأهميته وآثاره الحميدة العاجلة والآجلة للمسلم في الدنيا والآخرة. وأرى أنّ تنفيذ القرار الملكي بإنشاء الهيئة العامة للأوقاف، سيساعد كثيراً في التوعية بالوقف ومكانته والدعوة إليه في المجتمع السعودي الحديث، حيث ستتنافس النفوس الطيبة من النساء والرجال في الوقف على الخير من طلب العلم وأهله، ورعاية المرضى والمسنين واليتامى ومحاربة الأمراض الفتاكة وغيرها من أبواب الخير. وأرى أنّ الحاجة ماسة للوقف على بعض الاتجاهات الحديثة كالإعلام والشباب وغير ذلك، ضمن خطة مدروسة واستراتيجية مناسبة لتلبية احتياجات المجتمع الحديث. ولا أدلّ على ذلك من تنافس الجامعات السعودية على فتح باب الأوقاف العلمية على الكراسي البحثية، تأييداً للحركة العلمية الدؤوبة وتأهيل الأدوات المعرفية لخدمة المجتمع، في تناغم رائع وترابط سائغ بين المال والعلم في رابطة الوقف. وفي الختام أزجي للأخ العُمري جزيل الشكر والعرفان بطَرْق مثل هذه الموضوعات المهمّة، التي لها أكبر الأثر في الإعلان عن صلاحية الإسلام وأحكامه التشريعية المثلى الصالحة لكلِّ زمان ومكان. مع دعائنا بالتوفيق والسداد. د. هدى بنت دليجان الدليجان - أستاذ مشارك في التفسير وعلوم القرآن بجامعة الملك فيصل - الأحساء