جزء ثالث من سلسلة باتمان بعنوان فارس الظلام ينهض بعد أربع سنوات من إطلاق الجزء الثاني في صالات السينما، إذا كُنت لم تشاهد الفيلم يمكنك قراءة هذه المراجعة ولكن ننصحك بأن تشاهد الفيلم قريباً مع التأكيد على مشاهدته في أقرب سينما تدعم تقنية الآيماكس، وهي في ثلاث مدن خليجية الدوحة ودبي والعاصمة الكويتية. يبدأ الفيلم بمشهد «بين» ورفاقه عندما يستولون على طائرة تابعة للاستخبارات الأمريكية، نلاحظ في الست دقائق الأولى من الفيلم مدى دقة فريق العمل التابع لبين سواء من خلال طريقتهم اللوجستية المنظمة، والوضوح في إمكانياتهم المادية والنفسية، هناك فرق واضح بين فريق بين وفريق الجوكر في هذا الجزء في الجزء الثاني. أبرز الفروقات أنّ رفاق (بين) مستعدون الموت من أجله حتى وإنْ كان الموت انتحارياً، بينما عصابة الكوجر هي مجموعة من المرتزقة الذين يبحثون عن المقابل المادي مقابل تنفيذ أفكاره. مع مجموعة (بين) نجد أنّ هناك إيماناً بتلك الأفكار التي يروج (بين) لها، فريق (بين) يتميز بأنه أكثر دقة، أضخم بالسلاح والأهم أكثر إصراراً وتحدياً، وليس كما يفعل أفراد الجوكر والتي ليست سوى فئة ضالة لم تؤثر كثيراً في مدينة غوثام، ولكن لا يعني أنها لم تكن خطيرة بل الفرق بين أفكار الجوكر وأفكار (بين) أن الأولى تشجع على الفوضى ولكن الثانية تصدر العنف. في سيناريو الفيلم نجد أن هناك تحدياً آخر يواجهه باتمان أو بروس وين، ليس بسبب الاحترافية والكمال التي تتمتع بها عصابة (بين) فحسب، إنما بسبب اعتزاله لمهامه منذ ثماني سنوات، بالإضافة الى القوة الجسدية التي يتمتع بها (بين)، لذلك يحذر مساعد بروس وين الشخصي سيده بأن عليه الحذر عند مواجهة (بين) لأن يعتقد أنّ المواجهة غير متكافئة على الإطلاق. مسار آخر جميل يقدمه الإخوة نولان في فيلمهم وهو الشرطي بلايك والذي يُعد شخصية محورية في الفيلم من وجهة نظري، لأن نولان عمد الى اضافة شخصية عادية ليست لها أية مزايا هامة في شخصيات الكوميكس المعتمدة وذلك برأيي يُعد فتحاً في أساليب أفلام الكوميكس، المحقق غوردين يحاول هو الآخر التعاون مع الشرطي بلايك من أجل إيقاف (بين) وزمرته من خطتهم المرسومة بدقة لتدمير غوثام. سلينا أحد أفراد طاقم الخدم التابعين لقصر بروس تأتي بشخصية هامة في الفيلم وهي المرأة القط، أحد أهم أفلام العام الضخمة نولان يقدم أضخم أفلامه على الإطلاق من الناحية الإنتاجية، فيما نجد في الفيلم تميزاً كبيرا في العمل اللوجستي الضخم الذي بذله طاقم الفيلم الفني خصوصا في مشاهد طائرة باتمان ومشاهد القتال والتي كانت بشكل أقوى وأكثر عنفاً من الأجزاء السابقة، ولكن بشكل عام الفيلم يقدر درجات عن الجزء الثاني ولكنه حتماً أفضل من الجزء الأول المليء بالمشاكل الإنتاجية. الفيلم مؤهل بقوة للحصول على ثمانية ترشيحات للأوسكار خصوصا في فئات أفضل فيلم، وإخراج، وتحرير الصوت، ومؤثرات، ومزج الصوت، ومونتاج، وتصوير سينمائي، فيما يقترب الفيلم من تحقيق مليار دولار من خلال عروضه حول العالم، يذكر أن الفيلم عرض في دور السينما بمنطقة الشرق الأوسط خلال إجازة عيد الفطر.