تنفس الشارع الرياضي الصعداء بعد إعلان معالي وزير الثقافة والإعلام إطلاق أربع قنوات رياضية سعودية جديدة، انضمت للقناتين الرياضيتين السابقتين ليصبح العدد الكلي ست قنوات، ستكون قادرة على نقل ست مباريات في وقت واحد متى ما أتيحت لها الإمكانات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف، واعتقد هنا ان الجهات المعنية لن تتوانى عن تقديم الدعم المطلوب من أجل نقل تلفزيوني يواكب ما وصلت إليه المملكة في كل المجالات، كما يتوازى مع ما وصل إليه الدوري السعودي من قوة فنية وتسويقية، وقدرته على تحقيق نسبة مشاهدة عالية طوال السنوات السابقة، مؤكدا انه مجال ربحي ورهان اقتصادي ناجح، لأي قناة رياضية، أو شركات استثمارية، متى ما تحققت كل الشروط التي تساعده على تحقيق ذلك. وفي هذا الصدد لابد من الإشارة إلى حديث معالي وزير الثقافة والإعلام الذي أكد فيه: « انه تم وضع مواصفات عالية من حيث النواحي الفنية والكوادر البشرية لضمان ظهور النقل التلفزيوني وفق المواصفات المحددة ومن جميع المدن التي ستقام بها المباريات بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة في التحليل والكاميرات العنكبوتية واستقطاب الخبرات المميزة في التعليق على المباريات والتحليل «، وهنا اعتقد ان معاليه قد وضع يده على واحدة من أهم الاشتراطات التي ستسهم بالتأكيد في زيادة نسبة المتابعة للدوري السعودي من الداخل والخارج، وضمان نجاح القنوات الرياضية السعودية في تقديم عمل احترافي حقيقي في نقلها للدوري السعودي، وهي « الخبرات المميزة في التعليق على المباريات والتحليل «، فالواقع يقول إن قنواتنا الرياضية بحاجة إلى الكثير حتى تحقق هذا الهدف، والبداية في اختيار الكفاءات وترك المجاملات في هذا الجانب، وكلنا شاهدنا كيف نجحت قنوات وفشلت أخرى عند الاشتراك في نقل حدث واحد (كأس أمم آسيا الأخيرة على سبيل المثال)، فهناك قنوات احترمت المشاهد واحترمت عقليته، وعرفت احتياجاته فوصلت إليه، وهناك قنوات طغت عليها المجاملات، العلاقات الشخصية فقدمت برامج مسلوقة مليئة بالصراخ، وكأن دور المعد هو اختيار الضيوف، ودور المذيع هو التعريف بهم... ثم ترك الحبل على الغارب للجميع، وكل يغني و(يهايط) على النحو الذي يريد. وكلنا أيضاً نعرف أن قنوات بعينها استطاعت الوصول إلى المشاهد عن طريق اختيار المعلق المميز الذي يعرف كيف يوصل المعلومة، ويعرف متى يتحدث ومتى يصمت، متى يعلق ومنى يحلل، ويعرف كيف يمرر معلوماته إلى المتلقي من دون الحاجة إلى ترديد عبارة: « أنا عندي معلومات ودي أقولها لكن انتظر الفرصة « وفي النهاية تكون معلومات مضروبة تحرج القناة التي يطل من خلالها، أو تكون معلومات منقولة من الصحف.... ودون الإشارة إلى المصدر. إن ما يطلبه الشارع الرياضي الآن هو أن تحرص القناة الرياضية في اختياراتها من المذيعين والمحللين والمعلقين.. فليس كل لاعب سابق محللا، وليس كل صحفي أو كاتب محللا، وليس كل مدرب محللا أيضا.. التحليل الفني له أصول وقواعد وأسس لا ادعي معرفتها، ولكن الراسخون في التحليل والمسؤولين المفترضين عنه يعرفونها، أو لا بد أن يكون الأمر كذلك، بعيدا عن محلل لا يعرف أسماء اللاعبين ويكتفي بالإشارة إليهم بالأرقام، ومحلل يقترح مشاركة لاعبين موقوفين أو منتقلين إلى فريق أخرى، ومحلل يمارس التنظير دون ان يستفيد أحد من تنظيره الملل. كما أن قناتنا الرياضية التي سترتفع نسبة مشاهدتها والإعلان من خلالها خلال الفترة المقبلة، مطالبة أيضاً بالحرص عند اختيار ضيوف برامجها الحوارية المباشرة... وان تتعلم من تجاربها وتجارب القنوات الأخرى السابقة، من أجل أن تنطلق من حيث انتهى الآخرون.. فقد انتهى بدء زمن العمل الاحترافي، ولابد أن نكون حريصين على تقديم عمل منظم، يقوم وفق آليات وأسس ثابتة، ونحن متأكدون أن سمو المشرف العام على القناة الرياضية الأمير تركي بن سلطان أكثر حرصا منا على ذلك، وانه لن يرض عن القنوات الرياضية السعودية إلا عندما تكون في المقدمة - بإذن الله -.