أقدمت الرئاسة العامة لتعليم البنات على خطوة متقدمة ومفيدة جدا حيث ستطبق الرئاسة نظام التعليم عن بعد لطالبات الكليات من مختلف مدن المملكة العام القادم, هناك مفاهيم كثيرة للتعليم عن بعد منها ما ذكره أحد التربويين ان هذا النمط من التعليم يغطي كافة اشكال الدراسة في جميع المستويات التي ليست تحت الاشراف المباشر والاني للمعلمين التي تقدم للطلاب في غرف المحاضرات او التي على نفس المنطلقات ولكنها تستفيد من التخطيط والارشاد والتعليم للتنظيمات الداعمة, تجربة التعلم عن بعد واستخدامه في التعليم الجامعي الاكثر وضوحاً بدأت في الستينيات من هذا القرن عندما لاقته الجامعة البريطانية المفتوحة فقد اتسع استخدام التعلم عن بعد وبدأ مفهوم التعلم عن بعد يأخذ نصيبه من الابحاث التربوية والندوات والمؤثرات وأصبح له متخصصون يعملون في هذا الحقل التربوي الجديد وكثرت المقالات والبحوث والدراسات التي تحدثت عنه. فالكثير من الدراسات كتبت عن التعلم عن بعد التي تزمع الرئاسة العامة لتعليم البنات تطبيقه فقد ذكرت احداها ان التعلم عن بعد يعتبر احد المستحدثات التربوية التي فرضتها التغيرات العلمية والتكنولوجية وما ينتج عنها من تقدم سريع في مصادر المعرفة وطرق الحصول عليها, ففي عصر الانفجار الذي نعيشه اليوم باتت الانماط والطرائق التربوية التقليدية غير موائمة لمواكبة هذا العصر والوفاء بمتطلباته فانتقل الاهتمام في طرائق التعليم والتعلم المباشر والتلقين إلى التعلم الذاتي والدراسة الذاتية من جانب المتعلم ومن ثم تحولت اهداف التعليم والتعلم من تزويد المتعلم بالمعرفة إلى اكتسابه هذه المعرفة من خلال تعلمه كيفية الحصول عليها بطرائق التعلم الذاتي. ومن هنا فقد جاء التعليم عن بعد الذي يقلل من دور المعلم إلى حده الأدنى ليحل العديد من المشكلات التي تعيق التعلم فهناك الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمهنية التي تمنع الكثيرين ممن يرغبون في التعلم من الحصول عليه كما أن المناطق المعزولة جغرافياً والتي تحول دون وصول الدارسين إلى المدارس أو المعاهد والجامعات كان لابد من توفير نوع من التعليم يصل إلى سكانها أينما كانوا فكان التعلم عن بعد. الحكومة الفرنسية أصدرت عام 1971م قانوناً ينظم التعليم عن بعد في فرنسا وقد أكد هذا القانون على أهمية الفصل بين المعلم والمتعلم مع إمكانية عقد حلقات دراسية أو لقاء بين المعلم والمتعلم ولكن المسؤولية تقع على عاتق المتعلم بالدرجة الأولى وتكمن أهمية هذا القانون في الاعتراف بأهميته كمدخل للتعليم بوجه عام، وفي التعليم الجامعي بوجه خاص, التعلم عن بعد الذي ستطبقه الرئاسة في كلياتها العام القادم بإذن الله سيوفر الكثير من الوقت والجهد والمال وسيزيد من إمكانات قبول أعداد أكبر من الطالبات كما أنه مناسب جداً لوضع وظروف كثير من الطالبات في تخصصات مختلفة. نتمنى التوفيق للرئاسة العامة لتعليم البنات في مشروعها الطموح. والله الموفق د, خليل إبراهيم السعادات