يُمكّن التعليم عن بُعد الفرد من تطوير ذاته بشكل أسهل، والحصول على كثير من المعلومات والفوائد عندما لا يتسنى له الذهاب إلى مقر التعليم، مثل المعاهد والجامعات والكليات وغيرها، أو عند الانتهاء من الدراسة الجامعية والرغبة في تعلم مهارات مختلفة، أو مزيد من العلوم، كما يتيح عديدا من الوسائل التعليمية أمام المتعلمين، ويعتقد كثيرون أن التعليم عن بُعد مكمل للتعليم الكلاسيكي، من خلال مناقشات منفتحة على معارف وعلوم ومهارات مبتكرة، بل يختصر الوقت، ويعطي المجال لمن لديه أسرة والتزامات بالتعلم والحصول على الشهادة من دون الإخلال بالواجبات الأسرية. من جانبه، ذكر المستشار التربوي د. رائد كردي، أن التعليم عن بُعد، ثقافة تعتمد لغة العصر الحديث، التي بنيت على السرعة في الوصول والسلاسة في التعامل، وهذا النوع من التعليم بات يشكل وسيلة من وسائل المعرفة المتعمقةو من خلال وسائل تعد الأسهل في الاستخدام والأكثر شيوعا في التفاعل، مضيفاً أنه يمتاز بمميزات يجب ألاّ نغفلها، وأهمها خفض تكاليف التعليم على المُنتِج المعلم، وخفض تكاليف التعلم على المستقبل المتعلّم، كذلك فتح فرص لا نبالغ في وصفها بالمضاعفة في مستوى الشريحة المستفيدة، كما أن التعليم عن بُعد قد يتجاوز في كثير من صوره متطلبات التفرغ، ويسمح للمتعلم بممارسة أنشطته الوظيفية والحياتية الأخرى بيسر وسهولة، وهو من الأنواع الملائمة جداً لكثير من السيدات ربات البيوت والفتيات اللاتي قد يجدن بعض المشقة في الوصول إلى الجامعات أو مقار التعلم. وأوضح أن التعليم عن بُعد لا يقتصر قطعاً على المرحلة الجامعية وما بعدها، بل هو شائع في كثير من قطاعات التدريب والإنتاج المعرفي، ولعل من اللافت للنظر استخدامه حالياً في عدد من الجامعات التي لا يُطبق فيها التعليم عن بُعد من خلال بعض المواد التدريسية والمناهج المقررة، مبيناً أن هناك بعض السلبيات التي يجب ألاّ نتجاهلها، أهمها أن التعليم عن بُعد قد ينتج عنه ضعف في المخرجات التعليمية التطبيقية والعملية، حيث سيتجه كثير من المستفيدين إلى التخصصات النظرية والمكتبية البحتة، كونه حتى الآن قد لا يتناسب مع بعض التخصصات المتقدمة كالطب والهندسة، كما أنه يحتاج إلى مهارات متعددة للوصول إلى أدوات قياس وتقويم فعالة منصفة؛ كي نتمكن فعلياً من تحقيق أهداف التعلم المبنية على المعرفة الممتزجة بالمهارة لا على التحصيل النظري المجرد. وأشار إلى أن من السياسات المواكبة للتطورات الهائلة في كل المجالات أن يتم تطوير الأنظمة التعليمية لتكون موائمة للنقلات العالمية في هذا الصعيد تحديداً، مُشدداً على وزارة التعليم تبني مثل هذا الحراك، من خلال مناهج يتم تدريسها بانتقاء عبر منصات تفاعلية، حتى يتمكن الطالب في مراحل مبكرة من الإلمام بكل ما يتعلق بالتعليم عن بُعد، وأن يتقن آليات التعامل معه. د.رائد كردي