بصراحة، رغم الفشل الذريع للمدرب ريكارد في مسيرته مع الكرة السعودية والتي توقعتها قبل ان يبدأ إلا أن ما حدث مؤخراً يؤكد بأن الرجل لا يريد ان يعمل ويحاول ان يمضي الوقت المتبقي من عقده كيفما اتفق، وبالعكس قد يكون أسلوبه مؤخراً هو أسلوب الباحث عن إنهاء العقد، ولكن لا يريد أن يكون هو صاحب المبادرة، ويريد ان يتم إلغاء عقده ليحصل على أكبر مبلغ ممكن من الشرط الجزائي الذي وضع في عقده. وعندما نتحدث اليوم عن سيرة ريكارد الفاشلة فهي مبنية على عوامل وأسس وحصيلة نتائج وقد تكون آخرها هي التشكيلة الاخيرة التي خرجت علينا بمتناقضات عدة وتدل على أمرين لا ثالث لهما. إما أنها أمليت عليه من قبل أطراف يبحثون عن مصالح أنديتهم الشخصية، وقبل بها من مبدأ أن هذا منتخبكم وأنتم أحرار فيه، أو أنه قام بوضع التشكيلة كيفما اتفق وكأنه لم يمض أكثر من 20 شهراً وهو يتابع ويتنقل من مدينة إلى مدينة، ولو كان أجهل المدربين هو من وضع التشكيلة لما تغاضى عن ضم أفضل ظهيرين في المملكة حسن معاذ وعبدالله شهيل، وكذلك من يصدق أن لاعباً من أفضل لاعبين الوسط اليوم في المملكة لم تشمله القائمة وهو يحيى الشهري لاعب الاتفاق، وكذلك إبراهيم غالب الذي يعتبر اليوم من افضل لاعبي الارتكاز في المملكة وسالم الدوسري الذي كان أفضل لاعب في المنتخب في تصفيات كأس العالم الاخيرة الذي لا يزال أفضل لاعب شاب واعد، حتى ولو شهد مستواه بعض الانخفاض، كل تلك المعطيات والتصورات تدل على أن السيد ريكارد يعيش في وضع غير مستقر ومضطرب ويبحث عن مخرج، ولكن في أقل الخسائر؛ فالقراءة لما يحصل للمنتخب السعودي باختصار شديد (ضياع مدرب وغياب إداري) والمحصلة النهائية أننا سوف نقابل منتخبات قوية وعريقة ستكون نتائج لقاءاتها مزعجة وقد تكون كارثية ونسجل مزيداً من التراجع على المستوى التصنيف الذي أصبحنا لا نتمنى أن نسمعه. رابطة المحترفين والعمل المتخبط أغرب ما يكون في الرياضة السعودية تلك الرابطة التي أطلقت الوعود الوهمية منذ أن كانت هيئة فقد تحدثوا كثيراً عن التنظيم المالي ورعاية الأندية ودعمها المادي وتحدثوا كذلك عن بيئة الملاعب وتحسينها وركزوا كثيراً على البوابات الالكترونية والتذاكر المبرمجة والمقاعد المرقمة والتنظيمات النموذجية وانسيابية دخول الجماهير، وكل هذا كان (وهم في وهم) وأحلام، وإما أنهم كانوا يتطلعون إلى تحقيقها أو انهم كانوا يوهمون الناس بانجازها واليوم لم نر أيا مما سبق ذكره على أرض الواقع. والحصيلة مع الأسف التي لم تكن متوقعة هي منع الزي الرسمي والهوية الوطنية المتمثلة (بالغترة والعقال) بالتواجد داخل المستطيل الاخضر، وإذا ما افترضنا أن هذا نوع من التنظيم داخل الميدان فلماذا يتم استثناء رئيس النادي، وهم يدركون أن أي قرار يوضع فيه استثناء فهو فاشل قبل أن يبدأ. واليوم يرى الرأي العام أن المفلس لن يكون باستطاعته أن يقدم عملا نموذجيا أو عملا يمكن ان يكون مردوده إيجابيا على الرياضة السعودية، وما القرار الأخير إلا دليل دامغ بأن فاقد الشيء لا يمكن ان يعطيه. زين بعد الجولة الرابعة أستطيع أن أقول إن دوري هذا الموسم وبعد جولته الرابعة غير واضح المعالم، ولا يمكن لأي إنسان مهما كانت رؤيته أن يعطي رأيا أو حكما قاطعا عن أي فريق فجميع الفرق قدمت مستويات متذبذبة وخالفت التوقعات، خاصة تلك التي أقامت معسكرات خارجية وعلى رأسها الهلال والاتحاد والتي صاحب مستوياتها تذبذب وعدم انسجام يوحي لأي متابع بأن أيا من الفريقين يلعب أفراده مع بعضهم البعض لأول مرة، كما سجل الأهلي تراجعا مخيفا وتعادلا غير متوقع على أرضه وبين جماهير من فريق هجر المتطور. ويبقى النصر الذي لم يختبر حتى الآن فحتى ولو قدم مستوى أمام الاتحاد والذي لا يعتبر مقياساً لتراجع مستوى الاخير وفوزه الصعب امام التعاون إلا أن غداً سوف تتضح الرؤية عندما يقابل المنافس التقليدي نادي الهلال. ويظل فريق الشباب المتميز بجميع ما تعنيه هذه الكلمة والسؤال المطروح: هل سوف يستمر على هذا المنوال حتى نهاية الموسم؟ ويستمر نادي الفتح بتميزه كحصان اسود للدوري منذ الموسم الماضي؟ واليوم يقف في المركز الثاني بفارق الأهداف وتبقى أندية: الاتفاق والرائد والتعاون ونجران متذبذبة المستوى؛ فمباراة فوق والاخرى تحت، أما الفريقان المحيران والذي قدما مستويات غير متوقعة وصادمة لجماهيرهما وهما الفيصلي والوحدة فاذا ما استمرا على هذا المستوى فسوف يهبطان للدرجة الاولى إذا لم يتداركا الوضع. نقاط للتأمل - لا زال النقل التلفزيوني لدوري زين يسجل تراجعاً وسوءاً؛ سواء في توقف الصورة أو توقف الصوت أو حتى (زعاق) بعض المعلقين، فلا زال الشارع الرياضي ينتظر من سمو المشرف التدخل لحل المشاكل العالقة وتغيير بعض الكوادر غير المؤهلة للعمل في قناة الوطن. - هناك محاولة من إعلام بعض الأندية للايهام بأن المدرب يقف خلف تراجع نتائج الفريق، وبذلك يحاولون اخفاء الحقيقة وهي كبر سن اللاعبين وتراجع مستوياتهم والذين لم يعد لديهم أن يقدموا ما يمكن إسعاد جماهيرهم. - سيجد نادي الاتحاد ونادي الهلال مشكلة ونتائج مخيبة في التصفيات الآسيوية القادمة ان هم استمروا بتلك العناصر بخط الدفاع والتي اثبتت انها غير قادرة على قيادة أي فريق لأي إنجاز. - غداً يلتقي قطبا الكرة السعودية الهلال والنصر في لقاء سيسعد البعض ويغضب الآخر ومن خلاله يتضح الرضا على عمل ادارة اي من الناديين، وهذا هو طموح بعض الجماهير الرياضية. - اتخاذ قرار منع ارتداء الثوب والغترة والعقال لمنسوبي الأندية هو طمس للهوية الوطنية وناتج عن تأثير عقليات خارجية ليس لها ما يبررها، ثم ماذا سيكون موقف الجهة المشرعة لو تواجد إداري بالزي السعودي وهو من الشخصيات الاعتبارية التي لا يمكن منعها؟ - من وجهة نظري أن ماتورانا يقدم عملاً في الفريق النصراوي في الوسط والمقدمة، ولكن هناك إهمالا في الخطوط الخلفية، حتى ولو كان مستويات عناصره متواضعة، والدليل أنه كشف أكثر من مرة أمام فريق التعاون وكاد أن يخسر اللقاء. - غياب بعض العناصر عن المنتخب وتواجد بعض احتياط الاندية وقبول المسؤولين بذلك دليل على ان القيادة في ادارة المنتخبات لا تملك صلاحية التغيير وتصحيح المسار، وبهذا يجب ان ترحل وألا تبقى بأسرع وقت. خاتمة.. لم أتمنى البكاء يوماً.. ولكن رحيل.. الجوهرة أبكاني! تمنيت أن تبقى كما تريد نفسي.. ولكن تغربت كما يريد زماني ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة.. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي