تواصل مدينة التمور ببريدة توهجها وحراكها الاقتصادي الكبير الذي تجسده الأرقام القياسية التي يسجلها السوق في حركة البيع والشراء التي يعكسها الكم الكبير من السيارات المحملة بعبوات التمور من جميع الأصناف كالسكري ونبتة علي والبرحي والخلاص ورشودية وونانة والسكرية الحمراء وغيرها من الأصناف التي تلاقي رواجاً ملحوظاً, ومع هذا التنوع والكثافة فإن العروض تعد مبهرة في ظل انخفاض الأسعار والجودة العالية جداً التي تعكس مقدار الوعي الذي بات يعيشه المزارع من حيث الاهتمام بتعليمات فرع وزارة الزراعة فيما يخص العناية بالنخيل. وإلى جانب جمالية العرض بساحة المدينة الواسعة فإن الأسعار تعتبر مثالية إلى درجة كبيرة ومتاحة لجميع مرتادي السوق بمختلف شرائحهم وتفاوت قدراتهم المادية تؤكد ذلك حركة البيع اليومية فالتمور التي تدخل السوق على كثافتها وتنوعها فانها تباع بشكل شبه كامل. وإن كان السكري يتصدر اهتمام المتسوقين خلال الأيام القليلة الماضية حيث يتفاوت سعره بين ال 30 ريالا حتى 200 ريال للعبوة الواحدة, فضلاً عن الفاخر منه والذي تجاوز في سعره هذه الأرقام. من جانبه يرى المتسوق منصور بن مشاري الضحيان أن السوق يعكس واقعاً زراعياً واقتصادياً مشرقاً لمدينة بريدة مؤكداً أنه مصدر فخر لأهالي المدينة حيث باتت مدينة التمور معلماً اقتصادياً بارزاً ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى الوطن لافتاً إلى جمالية التنظيم والخدمات المقدمة بالسوق. وأشار الضحيان في حديثه للجزيرة إلى أن الأسعار في متناول الجميع وواقعية جداً، وأكد المتسوق فهد بن عثمان الجنيدلي أن السوق يعتبر مصدر فخر واعتزاز بهذا التطور الذي يعيشه عاماً بعد آخر داعياً الشباب إلى التوجه لتجارة التمور واستغلال مردودها الاقتصادي الكبير متمنياً أن تقوم الجهات المعنية بدعم الشباب وتحفيزهم لخوض غمار جميع مراحل التجارة بالنخيل من خلال تكثيف التدريب وتنمية المهارات الفنية والمهنية اللازمة للتجارة بهذه الثروة الوطنية الهائلة.