شهدت أحياء في مدينة حلب والعاصمة دمشق وبلدات في ريفها امس الخميس قصفا عشوائيا من قبل القوات النظامية. وقتل اكثر من 130 اشخاص امس في انحاء سوريا جراء اعمال العنف، وتجددت الاشتباكات الخميس في دمشق وتواصلت في احياء مدينة حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية. وفي دمشق، تدور معارك في حي الحجر الاسود بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى قصف على الحي وحي العسالي المجاور. وقال المرصد ان مقاتلين معارضين هاجموا حاجزا للقوات النظامية في حي القدم على طريق دمشق درعا، وقتلوا وجرحوا ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان حي دمر في جنوب غرب دمشق يتعرض «للقصف بالمدفعية الثقيلة من الدريج وجبل قاسيون». واجتاحت القوات والدبابات السورية بلدة داريا المضطربة قرب دمشق بعد ان قصفت بالمدفعية والطائرات البلدة امس في هجوم يهدف الى سحق المعارضة ضد الرئيس بشار، وقد تسببت تلك الاحداث الدامية الى مقتل 24495 شخصا لدى الطرفين في اعمال عنف في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الاسد. وعلى الصعيد السياسي أعلنت الحكومة السورية امس قبولها تعيين الاخضر الابراهيمى مبعوثا امميا عربيا مشتركا جديدا الى سورية معربة عن أملها في أن يتمكن من تمهيد الطريق أمام التوصل إلى»حوار وطني» يقود الي إنهاء الصراع الدائر بها. وقال فيصل مقداد نائب وزير خارجية سورية للصحفيين في دمشق :» لقد ابلغنا الأممالمتحدة أننا نقبل تعيين السيد الإبراهيمي «. من جهة اخرى نقلت تقارير إخبارية عن مسؤولين أمريكيين بارزين أن وزارة الدفاع «البنتاجون» أعدت خططا طارئة لإرسال فرق صغيرة من قوات متخصصة إلى داخل سورية إذا ما قرر البيت الأبيض وجود حاجة لتأمين مستودعات الأسلحة الكيميائية التي تسيطر عليها حاليا القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وأوضحت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن مسؤولي التخطيط في البنتاجون يركزون أكثر على حماية أو تدمير أي أسلحة تترك بلا حراسة أو تكون عرضة للسقوط في أيدي مقاتلي المعارضة أو ميليشيات على صلة بتنظيم القاعدة أو حزب الله أو غيرها من الجماعات المسلحة. وكان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا قد اعلن الاربعاء ان الولاياتالمتحدة تستعد «لتهديدات» من ايران وللاضطرابات في سوريا فيما تتوجه حاملة طائرات الى المنطقة قبل موعدهالمقرر. وستنطلق حاملة الطائرات «يو اس اس جون ستينيس» ومجموعتها الضاربة قريبا الى الشرق الاوسط في انتشار يأتي قبل اربعة اشهر من الموعد المقرر نظرا لان الولاياتالمتحدة ليس لديها سوى حاملة طائرات واحدة في المنطقة. الى ذلك, قال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي امس ان ايطاليا ستستضيف محادثات دولية «خلال الايام المقبلة» حول مستقبل سوريا بعد انتهاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال الوزير ان ايطاليا «اقترحت اجراء محادثات غير رسمية في موسكو خلال الايام القليلة المقبلة مع مجموعة من الدول الحليفة والشريكة لمناقشة الادوار والمسؤوليات الدولية في سوريا بعد الاسد».