تعتبر هواية جمع الطوابع من أنجح وأحب الهوايات لدى العديد من زعماء ورؤساء وملوك وقادة العالم، على الرغم من أن فئة قليلة خاصة في عالمنا العربي تعتبرها مضيعة للوقت والجهد والمال، وأنها لا تتعدى عملية جمع (وريقات صغيرة ملونة) وحفظها داخل ألبومات والجلوس ساعات طويلة لتأملها وفحصها بالمجهر يوميا، والسؤال الذي نطرحه على هذه الفئة القليلة في عالمنا العربي بصورة عامة وخليجنا العربي خاصة: «لماذا يجمع الملايين من الناس في أرجاء العالم الراقي طوابع بريدية وعملات نقدية- ليس في صغرهم فقط ولكن طوال سنوات عمرهم المديد؟ ولماذا تجتذب هواية جمع الطوابع والعملات الشخصيات السياسية البارزة والاجتماعية المهمة والإعلامية المشهورة والفنية المعروفة - الغنية منها والفقيرة؟ وصف خبراء جمع الطوابع بأنها (بطاقات دعوة عالمية) على اعتبار أنها تعكس تاريخ الأمم والشعوب، وتبعث في النفس البشرية الكثير من التشويق والتطلع للسفر إلى الأماكن البعيدة من خلال إبرازها صورا من بلاد أخرى غريبة، وتحكي عادات وتقاليد الشعوب المختلفة إضافة الى صور المشاهير في العالم من المخترعين والمكتشفين والعلماء والرياضيين والفنانين وصور الأحداث التاريخية وتطور العلوم وفنون التصميم والمعمار. وقد اطلعت مؤخرا على نسخة من موسوعة الطوابع البريدية في المملكة العربية السعودية (طبعه القاهرة لعام 2009م لمؤلفها عبد القادر الحسيني). يقول الحسيني في الموسوعة: «ان هواية جمع الطوابع البريدية عالم سهل فسيح لا يشترط سوى الرغبة والمثابرة فقط، أما كيفية البدء فتتمثل في التالي: - شراء ألبوم رخيص لجمع الطوابع من أقرب مكتبة إلى بيتك. - تحديد الدولة التي ستجمع طوابعها ويفضل أن تبدأ بجمع طوابع بلدك مع تحديد تاريخ محدد لبدء جمع الطوابع. - أول وأسهل طريقه للحصول على الطوابع هي الرسائل التي تصل إليك أو إلى بعض أقاربك. - الشراء مباشرة من مكاتب البريد. - يفضل الاشتراك في مكتب أو جمعية هواة الطوابع في بلدك. هذه هي بداية الدخول إلى الهواية الجميلة التي اقترحها الأستاذ الحسيني في موسوعته، التي تتطور معك لتضيف الفائدة والثقافة والمتعة إلى وقتك. لكن السؤال الذي نطرحه هو: كيف ننمي هواية جمع الطوابع والعملات لدى أبنائنا وبناتنا، ونحن لا نؤمن بها؟ من يتطلع إلى هواية جمع الطوابع والعملات وعدد الهواة وأسعار الطوابع في بلادنا يعتصره الألم والحسرة.. ويشعر بحزن شديد لما آلت إليه هواية العظماء والرؤساء والملوك من انحدار شديد حتى تقلص عدد الهواة وأصبحوا يعدون على الأصابع في اليد الواحدة. إنني عندما أزور مواقع الإنترنت وأرى الطوابع والعملات العالمية وما وصلت إليه من أسعار خيالية وعدد المشاركين في المعارض التي تقام هناك والمزادات التي تقام على هامش هذه المعارض وعدد المشترين لتملك الطوابع على الرغم من أسعارها الباهظة الثمن.. تصيبني الدهشة والحيرة مما نحن فيه. لذا، فإنني أجد ما تقوم به الجمعية السعودية لهواة الطوابع والعملات، في بث الدم الجديد والحماس والرغبة في أبنائنا وبناتنا من خلال تشجيعهم في هواية (جمع الطوابع والعملات) من خلال زيارة الجمعية للمدارس وكذلك دعوة الطلاب والطالبات للالتقاء بكبار الهواة في معارض كبيرة. إنني أثق في مقدرة المهندس أسامة بن محمد الكردي رئيس مجلس إدارة الجمعية وجميع أعضاء المجلس وخبراء الطوابع الكرام، أن يستمروا في معارضهم وبرامجهم التوعوية والتثقيفية والتشجيعية للجميع عامة والأطفال خاصة، وجعل الجمعية ملتقى الهواة من جميع الأعمار! [email protected] الرياض