قالت الأستاذة طرفة العبيكان: وقد وصف لنا كل من ابن جبير وابن بطوطة مظاهر عيد الفطر في مكة وصلاة العيد بالمسجد الحرام، فذكرا «أن من عادة أهل مكة أن يشعلوا المصابيح والشمع ليلة استهلال شهر شوال، يوقد على سطح الحرم كله وسطح المسجد المقام بأعلى جبل أبي قبيس. ويقيم المؤذنون ليلتهم تلك في تهليل وتسبيح والناس ما بين طواف وصلاة وذكر ودعاء.. فإذا صلى الناس صلاة الصبح لبسوا أحسن ثيابهم، وبادروا لأخذ مصافهم لصلاة العيد بالمسجد الحرام. وأول من يبكر بالوصول إلى الحرم الشيبيون، يفتحون باب الكعبة ويقيم زعيمهم جالساً في عتبتها، وسائرهم بين يديه إلى أن يأتي أمير مكة فيتلقونه، فيطوف حول البيت سبعاً، والمؤذن الزمزمي فوق سطح القبة، رافعاً صوته بالدعاء والثناء عليه». وعندما يكمل الأمير السبع، يذهب إلى مصطبة قبة زمزم، ويجلس فيها مع أبنائه ووزيره وحاشيته وقوف على رأسه.. وعندما يحين وقت الصلاة «يقبل الخطيب بين رايتيه السوداوين، والفرقعة أمامه» ، ويكون عادة لابساً ثياباً سوداء. وعند وصوله إلى المقام يقوم الناس للصلاة وبعد الانتهاء يخطب الخطيب خطبة بليغة، وإذا انتهى منها «أقبل الناس بعضهم على بعض بالسلام والمصافحة والاستغفار، ثم يقصدون الكعبة فيدخلونها»(1). 1 رحلة ابن جبير والأنصاري، عبدالقدوس: مع ابن جبير في رحلته، الطبعة الأولى المطبعة العربية الحديثة.