تحدثت أنباء أمس السبت أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع انشق عن نظام بشار الأسد ووصل إلى الأردن، فيما يعد ثاني أهم انشقاق يطال النظام السوري بعد رئيس الحكومة مطلع الشهر الجاري. ونقلت قناة «العربية» الإخبارية عن الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى في «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد تأكيده نبأ انشقاق الشرع، بالإضافة إلى انشقاق ضابطين من ذوي الرتب العالية في إطار موجة انشقاقات كبيرة. وأوضح المقداد أن جيش النظام نشر قناصته على الحدود السورية الأردنية في محاولة لاعتقال الشرع بعد تأكيد خبر انشقاقه، مضيفاً أن نظام الأسد كان يسعى إلى اتهام الجيش الحر بقتل الشرع. ويعد انشقاق الشرع الأهم بعد انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب عن نظام الأسد، حيث أشارت مصادر متطابقة إلى اختفائه من العاصمة دمشق قبل أيام، ولم يعلن عن انشقاقه بشكل قاطع إلا بعد وصوله إلى الأردن، بحسب القناة. لكن التلفزيون الرسمي السوري أكد أمس أن نائب الرئيس فاروق الشرع «لم يفكر في أي لحظة بترك الوطن إلى أي جهة كانت»، نافياً بذلك معلومات تداولتها وسائل إعلام عدة عن انشقاقه وفراره إلى الأردن. وتلقى النظام السوري مؤخراً سلسلة ضربات موجعة بعد انشقاق بعض أركانه، وأبرزهم حجاب الذي فر إلى الاردن وأعلن انضمامه إلى «الثورة». وكان ثلاثة ضباط في الامن السياسي في دمشق انشقوا مطلع اغسطس الجاري، وابرزهم رئيس فرع المعلومات في الامن السياسي العقيد يعرب محمد الشرع مع شقيقه من الفرع نفسه، وهما ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، بحسب ما اعلن الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين. وعلى الصعيد السياسي, قدمت عدة دول كبرى امس السبت دعمها لمهمة الموفد الدولي الجديد إلى سوريا الاخضر الابراهيمي خلفاً لكوفي انان الذي اعلن الجمعة انه ليس واثقا تماما حيال فرص انهاء النزاع في هذا البلد لكنه «متسلح بالامل». وقد اعلنت الاممالمتحدة الجمعة تعيين الابراهيمي وزير الخارجية الجزائري الاسبق (78 عاما) موفدا دوليا في سوريا ليخلف بذلك الامين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي انان. ورحبت دمشق وعدة دول كبرى بتعيينه. كما رحبت واشنطن بتعيين الابراهيمي. ورحبت كل من روسيا والصين، حليفتا دمشق، امس بتعيين الابراهيمي. كما اعلنت بريطانيا الجمعة عن «تأييدها التام» لتعيين الابراهيمي. واشادت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت بتعيين الدبلوماسي الجزائري وسيطا دوليا في النزاع السوري، متعهدة بدعمه لانجاز «العمل الضخم الذي ينتظره». وطالبت كاثرين اشتون بتقديم مساندة «قوية وموحدة» داخل مجلس الأمن الدولي للدبلوماسي الاخضر الابراهيمي المبعوث الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية. ميدانياً, واصلت القوات السورية التابعة للرئيس بشار الأسد اشتباكاتها مع الجيش الحر امس, كما استمرت عمليات القصف في سوريا. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان امس السبت العثور على عشرات الجثث مجهولة الهوية في محافظة ريف دمشق. وقال المرصد في بيان امس: «عثر على عشرات الجثث لرجال مجهولي الهوية ما بين 30 إلى 40 جثة في منطقة التل بمحافظة ريف دمشق التي تعرضت للقصف خلال الأيام الفائتة قبل أن تقتحمها القوات النظامية قبل ثلاثة أيام». وفي محافظة دير الزور، قتل 15 شخصا بينهم مواطنون ومسلحون، قتلوا في بلدة الخريطة وفي قصف تعرضت له مدينة البوكمال اليوم. وقال المرصد ان «مدينة اعزاز تعرضت للقصف بالطيران صباح امس»، مشيرا إلى انه لم ترده انباء عن سقوط خسائر بشرية في هذه المدينة الواقعة في ريف حلب (شمال). وفي حلب، تعرضت احياء الفردوس والسكري وبستان الزهرا والكلاسة والاذاعة للقصف، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط ساحة سعد الله الجابري ومحيط الملعب البلدي، حسبما اضاف المرصد. وفيما يخص اللاجئين في الأردن, أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأردنية أمس أن الصين قررت تقديم 2.3 مليون دولار أمريكي لإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن الذي يواجه ضغطاً متزايداً نتيجة ارتفاع أعداد اللاجئين.