تضاربت آراء الفلكيين حول بداية شهر رمضان ففي حين يرى الأغلبية أن بدايته ستتماشى مع التقويم وسيكون يوم الجمعة المقبل هو أول أيام الشهر، وعلتهم في ذلك أن غروب القمر سيكون بعد غروب يوم الخميس بست دقائق، بيد أن المشروع الإسلامي لرصد الأهلة يرى خلاف ذلك إذ أكد استحالة رؤية هلال رمضان الخميس وبالتالي فإن يوم السبت سيكون أول أيام الشهر الكريم. وأوضح الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن غالبية الفلكيين يجمعون على أن يوم الجمعة هو اليوم الأول من شهر رمضان تماشيا مع تقويم أم القرى نظرا لغياب القمر بعد غروب الشمس في معظم الدول الإسلامية ماعدا في المغرب وسلطنة عمان التي يستحيل فيها رؤية الهلال يوم الخميس ليبدأ شهر رمضان لديهم يوم السبت. ولفت الزعاق إلى أن العالم الإسلامي سيشهد ظاهرة في أن أول أيام عيد الفطر سيكون يوم الأحد، مبينا أن شهر رمضان سيكون ثلاثين يوما. وأرجع الزعاق سبب توحيد العيد في كل الدول لاستحالة رؤية قمر شهر شوال يوم الجمعة لأن القمر سيغيب قبل مغيب الشمس وبالتالي فإنه من الاستحالة رؤيته يوم الجمعة وبالتالي سيكمل الشهر ثلاثين يوما. وأشار الزعاق إلى أنه في الغالب سيكون شهر شعبان تسعا وعشرين يوما وفي حال عدم رؤية رمضان فإن شهر شعبان سيكون ثلاثين يوما، لكن الراجح هو أن الجمعة هو أول أيام شهر رمضان . ويأتي حديث الزعاق ليتماشى مع الدراسة التي أصدرها عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي عضو تقويم أم القرى الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع الذي أكد فيها أن أول أيام رمضان هو الجمعة وسيتم شهر رمضان ثلاثين يوما ليكون أول أيام عيد الفطر يوم الأحد. عبدالله المنيع وأبان المنيع أن شهر شعبان بدأ يوم الخميس الموافق 21/6/2012م وينتهي بيوم الخميس الموافق 19/7/2012م وعدد أيامه تسعة وعشرون يوماً، حيث تغرب الشمس مساء يوم الخميس 19/7/2012م الساعة 7.05 ويغرب القمر بعدها الساعة 7.11 والفرق بين غروب الشمس قبل القمر وغروب القمر بعدها ست دقائق. وأضاف المنيع «يبدأ شهر رمضان يوم الجمعة الموافق 20/7/2012م وينتهي يوم السبت الموافق 18/8/2012 وعدد أيام شهر رمضان ثلاثون يوماً حيث تغرب الشمس مساء يوم السبت الموافق 30/9/1433 ه الموافق 18/8/2012م الساعة 6.49 ويغرب القمر بعدها الساعة 7.11 والفرق بين غروب الشمس قبل القمر وغروب القمر بعدها اثنتان وعشرون دقيقة، وعليه فسيكون عيد الفطر يوم الأحد الموافق 19/8/2012م ولا يصح ترائي الهلال مساء الجمعة الموافق 29/9/1433ه لأن القمر يغرب قبل الشمس والشمس تغرب بعد غروبه فالقمر يغرب هذا المساء الساعة 6.30 قبل غروب الشمس والشمس تغرب هذا المساء بعد غروب القمر الساعة 6.50 وبين غروب القمر قبل الشمس وغروب الشمس بعد القمر عشرون دقيقة، وأكد الباحث الفلكي الكويتي الدكتور صالح العجيري دراسة المنيع عندما أوضح أن يوم الجمعة هو غرة شهر رمضان . وتوافقت آراء الزعاق والمنيع مع إعلان الجمعية السودانية لعلوم الفلك والفضاء أن أول أيام شهر رمضان المعظم يوافق العشرين من يوليو. وأوضح رئيس الجمعية، معاوية شداد، أن الاقتران المقبل للقمر سيكون عند السابعة وأربع وعشرين دقيقة من صباح الخميس التاسع عشر من يوليو. وقال شداد إن رؤية هلال شهر رمضان ممكنة يوم الخميس التاسع عشر من يوليو الحالي في جنوب إفريقيا بالأجهزة وبالعين المجردة في أمريكا الجنوبية. محمد عودة لكن رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة المهندس محمد شوكت عودة اختلف مع كل الآراء السابقة مؤكدا أن يوم السبت المقبل هو أول أيام شهر رمضان، وقال « في ظاهرة قليلة التكرار، بدأ في جل الدول الإسلامية شهر شعبان في نفس اليوم، وبالتالي ستتحرى معظم دول العالم الإسلامي هلال شهر رمضان سوية يوم الخميس 29 من شعبان الموافق 19 يوليو، وفي هذا اليوم تستحيل رؤية هلال رمضان 1433 ه من جميع المناطق الشمالية من العالم، وبعض المناطق الوسطى، وهذا يشمل العراق وبلاد الشام وجزءا من الجزيرة العربية، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، أما ما تبقى من مناطق العالم العربي فإن رؤية هلال شهر رمضان منها يوم الخميس غير ممكنة إطلاقا، بسبب غروب القمر مع الشمس أو بعده بدقائق معدودة لا تسمح برؤية الهلال حتى باستخدام أكبر التلسكوبات الفلكية». واستدرك عودة « لكن رؤية الهلال يوم الخميس ممكنة بالتلسكوب من أقصى جنوب القارة الإفريقية ومن أمريكا الجنوبية فقط». وناشد عودة المسؤولين في الدول الإسلامية التثبت الدقيق من الشهود إذا تقدموا للشهادة يوم الخميس، «إذ لم يثبت من خلال المعايير وسجلات أرصاد الأهلة العالمية الممتدة منذ العهد البابلي وحتى يومنا هذا تسجيل رؤية للهلال سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب في مثل هذه الظروف الموجودة في العالم العربي يوم الخميس، ونرى أن الإعلان عن رؤيته في ذلك اليوم بمثابة تكرار الإعلان للعالم أننا نمتلك في منطقتنا من بصره أقوى وأفضل من أكبر التلسكوبات العالمية. وأكد أن المشروع لن يقبل أي دعوى برؤية الهلال من منطقتنا يوم الخميس حتى لا نكون مهملين للعلم والعقل، الذين دعت شريعتنا الغراء إلى إعلاء أمرهما».