درس سعودي عملي للتضامن الإسلامي الحقيقي قدَّمه خادم الحرمين الشريفين (بعيداً عن الأضواء) وقبيل بدء أعمال القمة الاستثنائية بمكة المكرمة، بتقديم مساعدة ال (50 مليون دولار) لأشقائنا (مسلمي الروهنيغيا في بورما) استجابة لحاجتهم هناك وتخفيفاً للمعاناة التي يعيشونها، إنه القلب السعودي الكبير، الذي ينبض بالهم الإسلامي، لتوحيد الكلمة ولم الشمل ونبذ الفرقة ورفع الظلم وتنمية الوسطية والدعوة للعدل والاعتدال. لا يمكن وصف مشاعر (مليار ونصف المليار مسلم) وهم يرون قادتهم يجتمعون (هذه الليلة المباركة) تحت منارة المسجد الحرام وبجوار الكعبة المشرَّفة في ليلة (السابع والعشرين من رمضان) ليوحّدوا كلمتهم ويقيموا صفهم في مواجهة القضايا الإسلامية الملحة نبذاً للخلاف وتبديداً للشتات ومنعاً للفرقة وتلمساً لطرق الوحدة وجمع الكلمة وتوطيد العلاقة الإسلامية وتحقيق معنى التضامن الإسلامي..! إن استجابة هؤلاء القادة للدعوة الصادقة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، وتهافتهم على البيت العتيق في هذه الظروف الدقيقة من تاريخ أمتنا الإسلامية لمناقشة (حال الأمة وجمع كلمتها) تؤكّد المكانة العالية لهذا (الرجل العظيم) في قلب كل مسلم، ولأنها دعوة سعودية صادقة وخالصة لتعزيز معنى التضامن الإسلامي فإن (فقراء المسلمين وعوامهم) يعلمون قبل (ساستهم وأغنيائهم) أن اجتماع المسلمين في أقدس البقاع وأشرف الليالي هو (فرصة تاريخية) لمناقشة أوضاعنا على (طاولة واحدة) للم الشمل ومواجهة التحديات سوياً، فيه الخلاص لما يقع من ظلم وانتهاك وفرقة وشتات في صفوف المسلمين اليوم، بشرط أن تصدق النوايا ويتم تجاوز الخلافات العابرة والنظر بعيداً عن المصالح الضيّقة، نحو سبل أرحب لتحقيق خطوات تاريخية لتعزيز التضامن الإسلامي. (المليار ونصف المليار) سيلهثون بالدعاء صائمين وقائمين وهم يتجهون (نحو القبلة) في صلواتهم الخمس اليوم وغداً، بأن يوفّق الله خادم الحرمين الشريفين وأشقاءه عندما يذكرون أن اجتماع المسلمين في (دارهم)، ينتظر منه الخير العميمم نحو التضامن الإسلامي لمناقشة قضايا مهمة لعل في مقدمتها (قضية المسلمين الأولى) فلسطين، ومذابح النظام السوري المجرم ضد شعبه وحال الأقليات المسلمة في العالم. عندها سيذكر المسلمون وشباب الأمة أن (خطوة مهمة) اتخذت بجوار (الكعبة المشرّفة) بنبض (قلب رحيم) في طريق التضامن الإسلامي لتحقيق الوحدة. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]