في مبادرة ربّ هذا الأُسرة الكبيرة عبد الله بن عبد العزيز، الاستثنائية للمِّ شمل قادة الدول المسلمة، الكثير من التوقُّعات المروم أن تتصعّد للتنفيذ: أن يتحقق عنها تقارب وجهات النظر، أن يبدر منها تحويل الأمنيات إلى أفعال نافذة، أن ينبثق العمل الجاد في شأن ترميم الشقوق، وعلاج الكسور، وبتر الداء، وإصلاح الطرق، وتثبيت البوصلة في كل ما من شأنه معالجة صادقة، وصائبة، للوهن الذي اعترى الدول المسلمة، والأمراض التي تفشت فيها، والضعف الذي لحق بها، والتخبُّط الذي عمَّ في توجُّهاتها، وفتَّ من توحيد كلمتها، وأوهن من شدِّ عضدها، وأيأس من رأب صدوعها، وخيَّب الأماني أن تُلجم َما سفك من دموعها، ودمائها، وأخلاقها..., ودينها.. وقوّتها.. ومهابتها.. فحين يكون الأمل في المخيلة أن يجتمع الجميع على طاولة كريم منهم، فيأخذوا بألذّ أطعمتها وأكثرها فائدة لجسد الأُمّة، فإنّ من العقل أن تُنتهز هذه المبادرة فتكون سلمة لجعل الأمانيَ أفعالاً، ولردِّ أجنحة الأحلام الطائرة لشجرة واقعها.. عبد الله بن عبد العزيز, على كفين من وفاء لهذه الأُمّة، يعقد موقفاً صادقاً، جلياً يُسّجل له، وللوطن، يذكِّر به، ويؤكد فيه أنّ كيان أُمّة الإسلام الذي، هو أمانة في أيدي رُعاتها قد وضعه هذا القائد بين أيديهم, في فرصة استثنائية لا تعوّض، لأنّ كلّ هؤلاء القادة لم يكن لهم أن يجتمعوا فوق هذه الطاولة، أو يتناولوا ما فيها من صدق نيّة، وعمق فعل، وجلاء موقف، وأريحيّة قلب، لولا أن جمعهم ملك هذه الأُمّة، خادم حرميها، إمام قضاياها، رجل مواقفها.. ولذا يعوّل على المجتمعين أن يحيلوا هذه المبادرة، وما تنجم عنه من قرارات إلى تفعيل واقعي لا مساس لأهدافه.., ولا تقاعس عن طريقه، فالخطُّ واضح، والبوصلة على اتجاهها، هذه هي قِبلة الرُّسل, والأنبياء، بيت الله الحرام، قبطان سفينة الإسلام.. فهم في البيت الكبير، بين يديْ ربّانه، محفِّز عزائمهم.., داعم مواقفهم، موقظ هممهم.. لذا يعوَّل عليهم، أن يجعلوا من فرحهم باللقاء طمأنينة لكلِّ قضية تعيد لهذه الأُمّة مهابتها بين الأمم، وتجلي عنها رداء الضعف، والتشتت، وتداخل الأدوار،.. وتصد ثغرات لحقت بجدرها منعاً لكلِّ ريح دخلت إليها، دمّرت قوامها، وهزّت في أبنيتها,.. أُمّة الإسلام التي هي خير أُمّة، عسى أن يكون في هذه المبادرة ما يوقف تيار الطمي عنها، ويوقظ نار الهمّة فيها.. لذا يعوَّل عليهم كلهم أن لا يخرجوا من مكة، ولا ينفضُّوا عن كفيْ عبد الله بن عبد العزيز إلاّ بعهد قاطع, وعزم ثابت شاسع، وعروق تحمى فيها نخوة العمل، ورغبة العمل.. من أجل الأمانة، وواجب الوفاء لها... والوفاء لهذه المبادرة الكبيرة، واسعة الأمل، ثابتة البصمة لرجل السلام عبد الله بن عبد العزيز.. حفظه الله وحقّق أمانيه فلا يخيب.., وزاده قوّة .., ونجاحاً .. وأجراً.. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855