تأملات نقدية تسلط الضوء على لوحة تشكيلية من خلال قراءتها قراءة فنية وربما بل ومن المؤكد أن لهذه اللوحة التحفة عدة قراءات ولكل قارئ قراءة تخصه وكل ينظر إليها من منظور مختلف لكن المؤكد أن كل لوحة تأسرك من أول مشاهدة لها لتقيم معاهدة معها هي لوحة تستحق الوقوف أمامها طويلاً بغض النظر عمن قام برسمها ولا تاريخ اكتمالها. «الخطيئة» هذه اللوحة الممهورة بتوقيع وإمضاء أستاذنا الكبير الفنان التشكيلي السعودي صالح النقيدان - لوحة تستحق القراءة كما استحقت الرسم من قبل - لكنها قراءة شخصية ناتجة عن إعجاب بفكرتها وتعجب من طريقة تفكير مبدعها عندما تمكن من تحويل الرموز المبهمة إلى كنوز ملهمة تناولنا طرف الخيط لنكمل السير للبحث عن بصيص أمل يقودنا لفك شفرتها وأنا هنا أؤكد أن قراءتي تحتمل الصواب والخطأ وأن المعنى يبقى في قلب الفنان إذ أن هذه اللوحة «الخطيئة» تضجُّ بالأسرار الواضحة المعالم وتعجُّ بالرموز الفاضحة المعلومات عن طرق ملتوية وطرائق غير مستوية حيث أن بها التقاط لأدق التفاصيل وعليها إسقاط لتفصيل أدق فهي تأخذنا من أيدينا لتنقلنا من ساحات الجمود ومساحات التجمد إلى فضاءات رحبة لتعلمنا فن التقاط الأنفاس واستنشاق عبير التفكير السليم فكل فن يعتبر رئة ثالثة نتنفس منها كلما ضاقت بنا أنفسنا وكلما مللنا من ضوضاء الإنترنت والفضائيات التي باتت تركز على الأجساد التي تبيعها بثمن بخس بعد أن تشتريها بدراهم معدودة وتكون فيها من الزاهدين فهذه اللوحة «الخطيئة» تتألف في مجملها من دلائل وأدلة يمكن الاستعانة بها والاعتماد عليها لفك كل غموض قد يحيط بنا من جراء قراءة أفكارها فلو اعتبرنا أن التفاحة مؤنثاً وتدل على «المرأة» «والسكين هي الرجل» الذي قد أقدم على اغتيال عفة التفاحة «الأنثى» والشكل الموجود أوسط التفاحة «الأنثى» يشير إلى ما يشبه «الجنين» وهو الثمرة المحرمة لتلك العلاقة الآثمة أما التفاحتين في أقصى اللوحة يتشابه حالهما مع حال صاحبتهما المطعونة في عفتها وأن رفقاء السوء هم أول مراحل الوقوع في الخطأ» ؟؟ وأن اللون الأبيض الذي يلف وسط التفاحة «خصر الأنثى» دليل على سقوط ثوب الحياء أما قطرات الدم فقد لطخت بياض الشرف أما الأرضية التي تقف عليها التفاحات الثلاث الأرضية المتصدعة لم تسق بماء التربية ولم تلق عناية كافية من قبل الأبوين، أما السواد الحالك هناك أعلى اللوحة فهو يشير إلى مستقبل مظلم لتلك الفتاة التي غاب رأسها ولم يعد موجوداً ولا ظاهراً وأخيراً وبما أن كل موهبة هبة فإن إطار اللوحة يبدو كأنه إخطار لتلويحة الوداع الأخيرة لنا في رحلة بحث جديدة عن أسرارها فمن المعلوم أن بين النقد والفن ارتباط وثيق الصلة موصول الثقة وكل يراها حسب رؤيته لكن على من ينبري لهذه المهمة الصعبة أن يعرف أن الفنان صالح النقيدان يتخذ ريته للتواصل مع مجتمعه المحيط به لقناعته أن الفن لغة للخلود والريشة خلود للفن أما أنا فقد اقتنعت تماماً بعد هذا الدرس النموذجي «الخطيئة» أن الفن حكمة سرية ومحاكمة علنية وأن كل نقد يعتبر بالضرورة فناً وليس كل فن يسمى نقداً وهنا أوجه نصيحة المجرب لكل من وقعت عينه على هذه التحفة الفنية لأقول له «تريث ولا تعجل وتأمل ولا تخجل من محاولة اقتناص رموز هذه التحفة إذ ليس كل مرة تتاح لك فرصة مرور بهذا الحجم». [email protected]