فاصلة: «معرفة المرء أنه جاهل هي خطوة كبيرة نحو المعرفة» - حكمة عالمية - «وجدان شهر خان «التي هي أول سعودية شاركت في أولمبياد لندن وأول فتاة شاركت بحجابها في رياضة الجودو، لم يلتفت البعض منا إلى أي شيء سوى اسمها الذي صنفوه بأنها ليست في مصاف القبائل؟ وهو التصنيف الذي لا يستند إلى علم أو تاريخ بل إلى عنصرية مقيتة. لماذا يشتمون وجدان؟ لأنهم تعلموا ان قيمة الإنسان باسمه وقبيلته وليس بعمله. في المجتمعات القبلية يغذى الطفل على عنصرية مقيتة ولا يستطيع التنصّل من آثارها إلا إذا امتلك وعيا قويا يجعله يدرك فداحة ان يقاس الإنسان باسم قبيلته، وان يتحول المجتمع إلى مجموعة غير مستنيرة تبعد الفرد عن الحضارة وتقربه من التخلّف ان لم ترمِ به في مستنقعاته. هل نحن مجتمع قبلي يقودنا فكر الجماعة، وينصهر الفرد وتسحق هويته ليعلو صوت مجموعة من غير المستبصرين وأصحاب الرأي الواحد مهما كان هشاً لا يستند إلى حجة أو منطق ؟! فلماذا ترتفع عندنا نسب التعليم العالي وتنخفض مستويات الأميّة؟ ولماذا ينجح شبابنا في تقديم الاختراعات العلمية لصالح البشرية وينجحون في حصد الجوائز في المنافسات الرياضية المختلفة؟! ولماذا تزيد أعداد الجامعات والمدارس؟ إن في المجتمع القبلي إرثاً جميلاً من الصفات النبيلة كالكرم والشهامة والصدق والأمانة يمكنها ان تضعه في قالب حضاري لصالح أفراده، لكن اعتماده أو إنصاته لجماعة تغذي فيه العنصرية وتشغله بأمور تافهة لتعطله عن تطوره واهتمامه بركب الحضارة يمكن ان يساهم في تخلفه حضاريا. «وجدان» ليست فتاة سعودية وحيدة ففي كل بلاد العالم توجد وجدان في موقع دراسة أو موقع عمل يشير إليها أهل الغرب بتقدير واحترام، وفي بلدها يبحث البعض عن اسم قبيلتها فإن كانت من القبيلة تبرؤوا منها وان لم تكن وسموها وأهلها بالعار. قاتل الله فكرا بغيضا عنصريا لا يفعل شيئا سوى نشر الضغائن وتأليب الناس بعضهم على بعض، ولا يستند إلى دين تسامحي عادل جعل المعيار عملا وليس اسما يمكن ان يبلى تحت التراب. [email protected]