للأفلام سحرٌ لا يُنسى، فقد يستطيع فيلم واحد أن يترك فيك أثراً قد يخلد للأبد.. وفيلم (listen to your heart) كان لي نصيبٌ كبير منه.. فقد تأثرت بقصة هذا الفيلم البسيط الذي تدور أحداثه باختصار عن شاب مازال في أول رياحين عمره, يبتدئ حياته من الصفر, لا يوجد شخص مقرّب لقلبه سوى صديق يشاركه السراء والضراء.. كانت أكبر طموحاته تأليف الشعر دون أن يشتهر به.. يسعد عندما يحظى بأوقات فراغ لكتابته وتلحينه وغنائه.. يجلس لساعات متأخرة في المطعم الذي يعمل به نادلاً لاستغلال الآلة الموسيقية التي تعبر عنه, ويعزف، ولا يوجد من حضور إلاّ طاولات خشب وكراسي.. رمى به القدر بحب فتاة صمّاء ولم يشبع منه القدر, فأيضاً ألحقة بمرض مميت, أطرحه فراشاً في مستشفى، يتجرع فيه يومياً مرارة الألم واستحالة العلاج.. هذا الإنسان الذي لم يكن له حضور في المجتمع حافظ على يومياته وعاداته, إلى آخر أنفاسه ظلّ متمسكاً بها.. لقد كان يرى في كل صباح أنه يوم جديد يستحق الحياة.. تعلّمت أنّ هناك الكثير من الحكايات التي انتهت قبل أن نعيش نهايتها.. وهناك قصص ماتت لأنّ الله أراد لها نهاية غير التي نتمناها.. فنذهب للتأمّل بأيامنا كيف تجري بعضها دون أن نتغيّر.. وكيف جعلنا من الأحداث ريموت كنترول تتحكم بنا.. متناسين أننا بشر ووحدنا من يملك التغيُّر.. نسينا أنّ الله أنعم علينا بحواس خمس تكفينا للطموح للعزيمة للإرادة.. نسينا من قال: (أنا عند حسن ظنِّ عبدي بي, وأنا معه إذا ذَكَرَني) فيقال: “إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا.. فارفع ملفك للآخرة.. فإنّ الشهود الملائكة, والدعوة محفوظة, والقاضي أحكم الحاكمين". فلو علمنا كيف نحسن الظنّ بالله, لو وثقنا أنّ من أخرجنا مرة سيعافينا في الثانية.. إنها عدالة الحياة فالذي أخذ منك وحده يعطيك. حاول أن تستوعب كل الصعوبات بدلاً من أن تغرق نفسك فيها, ولا تحزن على ما فاتك فربما نحتاج أن نتخلّى عن الأشياء بدلاً من أن تتخلّى هي عنّا, ولا تسمح للظنون أن تسيطر عليك فوحدك من يدفع ثمنها.. فالإنسان دائماً يحتاج الى الصدق في حياته مهما ادعى عكس ذلك.. الحياة ما هي إلاّ صفحات بيضاء, وحدك من يعبئها برسومات ملوّنة, ومن يختار لها أن تبقى بلون الأسود والأبيض.. فالقضية ليست أن تربح أو لا, بل أن تحاول أن تتأمّل حياتك, هل هي تستحق كل هذه التضحيات؟ كل التنازلات؟ والمحاولات؟ ستجد أنك وضعت نفسك في محطة الانتظار طويلاً وأنه فاتك من قطارات الوصول الكثير.. ليس بالمهم أن تنتصر بقدر ما يهم أن تكون راضياً عن نفسك.. دائماً تكون الخيارات متاحة ولكن وحده القرار الذي يقف. تأكد أنّ الأوهام لا تغيِّر من الحقيقة, والهروب لا يلغي الحدث, فعزّز ثقتك بنفسك واجعل من قراراتك سهماً يشقُّ طريقه للوصول إلى النجاح, فلا تحزن على أحداث ولّت.. واستبشر بحاضرك فميزة المستقبل أنه مجهول.. واستقبل نفسك بروح نقيَّة وعزيمة مصممة وبنظرة مشرقة.. فالحياة لا تنتهي عند النقطة التي تراها بل من الممكن أن تبتدئ من هناك.