حقيقة لقد بذل الرحالة والمستشرقون والآثاريون والمستكشفون القادمون إلى بلادنا من بلاد الغرب جهوداً خارقة ومضنية منذ أوائل القرن الثامن عشر الميلادي إلى أواسط القرن العشرين في التعرف والتعريف بما نجهله عن بلادنا من كنوز أثرية ومواقع قديمة وبقايا حضارات خلت قامت في هذه المنطقة المهمة من العالم القديم بل ساهمت هذه الجهود مساهمة فعلية بالتنقيب وكشف ما اختفى تحت هذه الأرض التي نسير عليها أو بمعنى أدق ما كان يسير عليها من سبقونا بالعيش عليها من الآباء والأجداد وهم يجهلون تماماً بأنها كانت معمورة وآهلة بأسلافهم الأولين، وكان أولئك الرجال الأغراب ذو الأوجه الحمراء والأعين الزرق يجوبون صحارينا غير عابئين ببعد المسافات وقسوة تضاريسها وطقسها الحاد والحار وهم لا يحملون سوى أقلام يدونون بها مشاهداتهم أو يرسمون بها أحياناً بعض ما يشاهدون قبل أن تكتشف الكاميرا في بلادهم المتقدمة آنذاك. والآن أيضاً!! صحيح أنه كان لبعضهم أهداف استخباراتية أو استعمارية أو تبشيرية أو دراسية بحتة أو لمجرد المغامرة فحسب ولكنهم قدموا لنا خدمة هائلة في التعرف على مجاهل بلادنا وما بها من حضارات (سادت ثم بادت) عبر ما نشروه عنها في بلادهم أولاً وما ترجم عن ذلك النشر في بلادنا ثانياً أو بالأصح (تالياً). واليوم - بحمد الله - ها أن أحفاد أولئك الأسلاف والأجداد الذين سبقونا بالعيش على هذه الأرض والذين كما قلنا لم يكونوا على إدراك كامل بأنهم يسيرون بأقدامهم العارية على حضارات أسلافهم المطمورة بالتراب والتي لم يزل ماثلاً ما تبقى من شواهد. أقول - ها أن الأحفاد الذين بهروا بترجمات استكشافات الغربيين لتلك الحضارات ومواقعها وآثارها هاهم يقتفون خطاهم من جديد ويصلون إلى (ما لا وصل إليه الغربيون فعلاً) لينقلوا بالكاميرا الحديثة (بالصوت والصورة) تلك المواقع والأمكنة وأطلال تلك الحضارات وأعني بذلك تحديداً وبشكل خاص ما فعله (الرحالة الحديث والمغامر العنيد والفنان المبدع، الكاتب الكويتي الصديق صلاح الساير) في برنامجه الرمضاني المميز (كشاف الخليج) إذ حمل صلاح كاميرته السينمائية هو وطاقم عمله المجد وصال وجال في كافة دول مجلس التعاون الخليجي لينقل لنا بالصورة والصوت والتعليق المصاحب للإذاعي الشهير صالح الشايجي أغلب المناطق الأثرية والتاريخية التي جاء ذكرها في كتب الرحالة والأدب والآثاريين وأضاف إليها أيضاً أجمل المناطق الطبيعية الخلابة في بلدان الخليج العربي التي تشد المشاهد إليها، كما تشد شاشة القناة الكويتية الأولى في الساعة الثانية عشرة ليلاً وفي شاشة القناة الكويتية الثانية قبيل الخامسة مساء اليوم التالي. يبقى القول أخيراً أن الفرق بين (مستكشفي الغرب) وصلاح الساير أنهم (مستكشفون من الغرب) وصلاح الساير (كشاف من العرب) بل ومن الخليج أيضاً (يكشف) على ما استكشفوا ويضيف أيضاً ف(ألف تحية له ولفريقه الفني).