رغم الضجة الكبيرة التي أثارها الزعيم عادل إمام بعودته إلى التلفزيون بعد غياب 27 عاما إلا أنه عاد بمسلسل أبسط ما يقال عنه إنه من نوعية (كور وادي الأعور) أو (عبي وبيع) بلهجة الإخوة المصريين، وهذا المسلسل يحاول أن يصوره (ناجي عطالله) كبطل ومنقذ والذي كان عميدا في الجيش فهو رغم انه كان رائعا في الجيش ويساعد الجنود ويعطف عليهم فهو لم يساعد إلا 6 جنود فقط في الجيش رغم وصوله لرتبة عميد أي في خلال 25 سنة قضاها في الجيش لم يساعد غير هؤلاء الستة رغم انه كان مكروها في داخل السفارة المصرية بتل ابيب من جميع العاملين فيها لعلاقاته مع الإسرائيليين. وناجي عطالله البطل الذي سيدمر إسرائيل بماذا، بالسرقة منها ويحاول المؤلف التبرير له بأن اليهود عند خروجهم من مصر سرقوا المصريين لذلك فالبطل ناجي يحاول استعادة أموال مصر، رغم أن القصة في الأساس أنه يحاول استعادة أمواله التي حجزت في البنك والتي جمعها بطرق غير شرعية فهو يدير صالة قمار بمنزله ويقدم الخمور لزبائنه من الإسرائيليين - وهو بذلك كما يصوره المسلسل ينتقم منهم بزرع الفساد في أوساطهم رغم انه يحصل على أرباح لنفسه - فهو يقوم بوضع أموال ورواتب السفارة باسمه ليحصل على الفائدة التي تكاد لا تذكر أمام حجم منصبه في السفارة ورغم طمع الشخصية إلا انه ينفق بسخاء على منتخب اللصوص الذي جمعه، أما الطامة الكبرى في المسلسل أن المؤلف وقع في مصيبة كيف يقوم بتحليل السرقة المحرمة بجميع الأديان السماوية فهو تارة يحاول تصوير أن ناجي عطالله يسرق من اجل الانتقام وتارة أخرى يحاول أن يجعل من السرقة عملا بطوليا وقوميا بل إن الفلسطينيين في غزة يستقبلون (ناجي بيك) في كل مكان كأنه جاء ليحرر القدس أو اقل شيء يرفع الحصار عن غزة. الفلسطينيون في المسلسل كانوا غريبين فالفلسطيني في المسلسل لا يتكلم اللهجة الفلسطينية الغزاوية والحاجة فاطمة (أسمهان توفيق) تتحدث القليل من الفلسطينية التي تطغى عليها اللهجة الكويتية وما قصة الفتاة التي هاجمت العرب في بداية المسلسل ومن ثم وجدناها في منزل الحاجة فاطمة طيب إذا كان والدها مصريا (كان حريصا على أن تقرا القرآن كل يوم وهي في إيطاليا وأمها يهودية وقتل والدها وهي في العاشرة) هنا قصتها كبرت من المؤلف وشطح خياله بعيدا رجعنا لقصة (كور وادي الأعور)، أما المصيبة الكبرى فهي في والدة الشهيد وهي تنادي على ولدها وعصابة الزعيم ناجي في المقهى وظفت ليتم من خلالها الإيحاء بأن عملية السرقة هي لأخذ حق هذا الشهيد الذي قتل على يد الإسرائيليين وهو يحمي حدود مصر، وهي تبدو مقحمة حاول العمل من خلالها كما قلنا الإيحاء بأن السرقة هي عملية بطولية قومية يشترك فيها جميع العرب وستحقق ما لم يحققه العرب في جميع حروبهم مع إسرائيل وهذا واضح من كم الممثلين من مختلف الدول العربية الذين اشتركوا في العمل رغم أنها عملية سرقة يقوم بها لصوص. خلاصة العمل لم يكن على مستوى نجمه عادل إمام وهو من أعمال المؤلف يوسف معاطي التي لن تكون أعلى من هذا المستوى ولا نعرف سر تمسك عادل إمام به فجميع أعماله تعاني التسطيح للقضايا المهمة وتناولها بطريق لا تخدمها من (حسن ومرقص) إلى (مرجان احمد مرجان) إلى (ناجي عطالله). المسلسل بحسب رأيي الشخصي يسيء للعرب لأنه يظهرنا مجرد لصوص يحاولون سرقة إسرائيل ولا أعرف ما الفكرة التي أراد يوسف معاطي وعادل إمام إيصالها للعالم من خلال هذا العمل. المسلسل مسروقة فكرته من سلسلة أفلام اوشن (Ocean›s Eleven) و (Ocean›s Twelve) و(Ocean›s Thirteen) من بطولة النجم العالمي جورج كلوني وبراد بيت ومات ديمون، بل إن المؤلف العظيم اقتبس ولا نقول سرق أحلام منتخب اللصوص الذين جمعهم زعيمهم ناجي عطالله من فيلم المهمة الإيطالية (the italian job).