إحدى النقاط التي تعكس لك مدى انسجام وتفاهم سكان الحي هي (مكيفات المسجد)، فبحكم تنوّع (سفرة رمضان) هذه الأيام بين الأهل والأصدقاء وفي أحياء مختلفة، تقع عيني عند الدخول للمسجد دائماً على (مفاتيح وأزرار) ضبط درجة الحرارة لأن لها (دلالات عظيمة) كما سيأتي..؟! فإذا كانت (متاحة للتغيير) فهذا دليل على أن الحي لا يعاني من أي (اضطرابات رمضانية)، أما عند وجود ورقة بجوار المكيف تدعو لعدم العبث بدرجة الحرارة أو تغييرها فهذا دليل بأن الحي يعيش نوعاً من الترتيب وأن (الإمام) ما زال يحظى باحترام وثقة الجميع وهو (أبخص بالحرارة المناسبة)..! أما وجود (لاصق) أو (شطرطون) على الأزرار فهذه بالتأكيد (ركلة خطافية) من الإمام والمؤذن لبعض العابثين في المكيف من سكان الحارة أو زوارها والذين يجلبون البرد أحياناً للمصلين بتغيير درجة برودة المكيفات أو يجعلونهم يشعرون بالحر..! وأخيراً تبقى الحارات (المضطربة رمضانياً) تعاني من وضع (أقفال) وأحياناً (شبوك) لحماية أزرار مكيفات مساجدها من (عبث العابثين) والذين أشغلوا الإمام والمصلين بتغيير درجات الحرارة ومستوى البرودة، وقد تكون نتيجة اختلاف بين الإمام والمؤذن، انظر لمكيفات (مسجد حارتكم) اليوم وستعرف أي حي تسكن؟! أثر مكيفات المسجد كبير على المصلين والمنتظرين لإقامة الصلاة، فزيادة البرودة تجعل البعض يدخل في نوم عميق، وعندها قد يلزمه إعادة الوضوء بسبب إصداره (صوت شخير) مقلق لمن حوله على طريقة (الساعة الخراش)، وزيادة الحر قد تنفر المصلين بسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديدة في الخارج هذه الأيام، مما يجعل لمكيفات المسجد أهمية كبرى..؟! ولعل من المفارقات العجيبة أنه عندما تجاوزت معدلات الحرارة ال (35 درجة) في جزيرة (هوكايدو اليابانية) فطس يوم أمس الأول (4 يابانيين) بسبب عدم تحمّلهم شدة الحر، ونقل على أثر ذلك (1200 شخص) إلى المستشفيات..! يا ساتر، هذا وهم (يابانيون أصليون) وكل ما هو ياباني أصلي عُرف بالجودة والتحمّل؟! أجل وش نقول حنا الله يخلف، والحرارة طاقة فوق ال (47 درجة) وصائمين عن الأكل والشرب ونذهب لأعمالنا في (عزّ الظهيرة) وكل ما حولنا من مكيفات وملابس وحتى سيارات (صيني تقليد) مما يؤكّد أنها لا تقي من حر ولا برد..؟! أعتقد أن السعوديين لو قدّموا صناعة فسوف يقدّمون (نموذجاً عالمياً فريداً) يصعب مجاراته في التحمّل والجودة بعد هذه (الشموس الحارقة)! ولكن هل سنتفق أولاً على ضبط درجة البرودة في المسجد..؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]