طالعنا صحيفة الجزيرة المحببة بعددها رقم 14546 وتاريخ 07-09-1433ه، كعادتها بالجديد والمفيد، بهذه المقطوعة الشعرية الحزينة للشاعر الأديب الأستاذ حمد بن أحمد العسعوس الخالدي تحت عنوان (العصا والحزام).. أثارت كوامناً وأسالت دموعاً.. كيف لا وأنا على مشارف الثمانين وفي مواجهة أعراض المرض وبواعث الشيخوخة والهرم، وكثر هم أمثالي. لقد أصاب واقعاً لا مفر منه، مذكراً بنفق مظلم لا بد من سلوكه، وفراق لا رجعة بعده، حيث جاء فيها: فَتَجَّملْتُ بالعصا في يميني وتَمَنْطقتُ - مُرْغَماً - بالحزامِ كُنتُ بدراً.. وهَلَّ وقتُ انطفائي كُنتُ بحراً.. وزَلَّ وقتُ احتدامي كُنتُ شمساً.. وحان وقتُ غروبي كُنتُ طيراً.. وحان وقتُ ارتطامي انتهى دَوْرُ نهضتي، وبنائي وابتدا دورُ عُزْلَتي، وانهدامي وتخلَّصْتُ من أذى كُلِّ باغٍ بانسحابي.. وليس بالانتقامِ يا رفاقي.. إذا رأيتم شبابي قد تولَّى.. فبلغوه احترامي يا رفاقي.. ترفقوا بشبابي واعذروني.. وخَفِّفُوا من ملامي يا ابن أحمد.. (صديق الأعمام والإخوان)، ويا أيها الزميل والصديق.. لقد أهديتنا في السابع من هذا الشهر المبارك موعظة تذكرني بأن هذا الشهر يُعَدّ التاسع والسبعين من أشهر رمضانات قد خُضُتها واستمتعت بحلوها ومرها، وكُنت غارقاً في أحلامي وتطلعات لغدٍ جميل، وإذا بي قريب من ولوج بوابة سفر تُذكّرني بقول الشاعر: ودع هريرة إنَّ الركب مرتحل فهل تطيق وداعاً أيها الرجل نعم من ذا الذي يُطيق فراق الأهل والولد والأحبة؟ أيها الشاعر الأديب والأخ الودود.. لقد أسمعت وأيقظت ونصحت (جُزيت خيراً) فهل لنا أن نتعظ ونستدرك شيئاً مما فات بالتفاتة موضوعية وعودة ربانية صادقة. اللهم يا رب اهدنا لطاعتك وسدد على دروب الخير خطانا إنك جواد كريم. عبدالله بن عبدالمحسن الماضي