يتحدث المسؤولون بمدينة الرياض عن أنّ المشروعات ستنجز في موعدها ولن يكون هناك تأخير: الطرق السريعة، المباني والإدارات، والإسكان، والصرف الصحي، تمديدات الشبكة الأرضية، تأهيل الشوارع والساحات، الحدائق. لكن الواقع مختلف تماماً، فالرياض أشبه بالورشة الكبيرة شوارعها إما تحويلات أو (صبات) وحواجز إسمنتية ومبانٍ ومشروعات معطّلة ومتأخرة ومتعثّرة... طريق الملك عبد الله الشريان الثاني لمدينة الرياض بعد طريق الملك فهد طال انتظار افتتاحه، وبعد الافتتاح مباشرة بدأت الإصلاحات والترميمات والجسور والدوران (الحر) تجاوزت مدته السنوات التي قررت له، ويضاف له مشروع القطار الذي كان بالأساس جزءاً من المشروع الكبير، فقد تم إلغاؤه أو تعطيل تنفيذه، والآن عاد مرة أخرى للظهور... طريق الملك عبد العزيز، وطريق أبي بكر رضي الله عنه، وطريق عثمان رضي الله عنه شمالاً بعد أن تجتاز هذه الطرق الدائري الشمالي، تدخل في تعقيدات الدوارات حتى تصل طريق الأمير سلمان وهذه لتوها افتتحت لكنها لا تخلو من الاختناق ولن تصمد أكثر من سنتين حتى تحتاج إلى أنفاق أو جسور خاصة، وأنها شرايين تربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب وتقع بين أهم المنافذ لمدينة الرياض: طريق القصيم، طريق مكةالمكرمة، طريق الدمام. الدائري الشرقي أصبح مختنقاً ومصيدة للسيارات يشكّل مع طريق خريص المحوري ومخرج (11) حتى يتقاطع مع طريق الملك عبد العزيز والتقائه مع العروبة مروراً بطريق أبي بكر - يشكّل - شبكة معقّدة من الحفريات والزحام والتحويلات. هذه الاشتباكات والاختناقات يقول عنها بعض المسؤولين إنها ستنجز بموعدها، رغم أنّ المواطن يلحظ ويشاهد يومياً هذه المشاريع بلا عمالة ولا حراك، مجرّد مشروعات ساكنة إلاّ من إكسسوارات معدّات الشركات... نحن لا نفهم لماذا التأخير والتباطؤ بالمشاريع، ولا أحد يفهم لماذا يتم إزالة اللوحات من المشاريع ولماذا لا يُكتب اسم الشركة والاستشاري المنفذ وكم مدة المشروع... ألسنا في زمن الشفافية والمكاشفة وهيئة الفساد والمتابعة وإعلام المواطن والإعلام الجديد والنقل الحي والتصوير الرقمي... أشياء غامضة لا يمكن فهمها تتحوّل فيه المشاريع في الشوارع إلى سمة وعنوان لمدينة الرياض التي لا يتغيّر الوضع داخلها ولسنوات كلما افتتح طريق اليوم يأتي بالغد مباشرة مقاول آخر ويغلق الطريق للإضافات والزيادات والدوران (الحر) وأرصفه المشاة ومسار القطار وزراعة الخدمة. فهل هذا قدر الرياض أن تنتهي من ورشة إلى ورشة.