كم هو غنيٌّ هذا الوطن بقيادته وأبنائه المخلصين الذين شادوا - بفضل الله - صروح المجد والفخار، وجسَّدوا ملاحم البناء والتنمية، وساروا بمواكب هذا الوطن في ميادين الخير والعطاء، رحم الله من افتقدناه منهم وأسكنهم فسيح الجنّات جزاء ما قدّموا لخدمة الدِّين الحنيف، وما بذلوا من جهود لصالح هذا الوطن المعطاء، ووفَّق الله من تسلَّموا المسؤوليات مِن بعدهم، وأمدّهم بعونه، حتى تستمر رايات هذا الوطن خفَّاقة في سماء المجد والفخار في هذا العهد الزاهر الميمون، الذي يعتزُّ به أبناء المملكة، وصار مصدر سعادتهم وفخرهم في مختلف المجالات وعلى رأسها مجال الأمن والاستقرار. نعم فالأمن والاستقرار في هذا الوطن هو مصدر سعادة أبنائه، فقد بسط الأمن مظلّته في هذه الدوحة المباركة، بفضل الله تعالى ثم بحكمة قيادته، وإخلاص أبنائه، فقد تمكّنت قيادتنا الحكيمة أن تجعل منظومة الأمن في بلادنا درساً لمن أراد الدروس، وعِبْرَة وعِظة لمن يريد الاعتبار، وقد تمثّل الدرس الكبير في تلك المواقف الراسخة الثابتة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - في المواجهة الشاملة الحاسمة للإرهاب، ووقوفه بصلابة ضد الفكر الباغي الضال، بحكمة بالغة، وتوجيهات سديدة، ترجمها على أرض الواقع فقيد الوطن والإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز الذي استطاع - بقدرة فائقة - أن يخطَّ مع رجاله وجنوده البواسل قصص البطولات في مقارعة الزّيغ والضّلال الفكري بما يليق به من حُجة وإقناع، وتمكَّن بفضل الله من مواجهة العنف بما يستحقه من حسم وحزم وقوّة وردع. وتمّ كلُّ ذلك وفق استراتيجية واضحة المعالم، تحفظ للوطن عزّته وللمواطن أمنه وكرامته. ولما ترجَّل فارس الأمن عن جواده، ورحل عن عالمنا - يرحمه الله -، كان ذلك الاختيار الموفّق الحكيم، فقد جاء اختيار صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزيراً للداخلية اختياراً يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فقد كان سموه - يحفظه الله - عضداً قوياً للفقيد الراحل ما يزيد على ثلاثة عقود، وعايش خلالها فترة حاسمة من تاريخ الأمن في المملكة، وشارك في تخطيط ورسم استراتيجيات المواجهة الأمنية وتنفيذها، حتى بسط الأمن مظلّته في هذه الدوحة المباركة، فكان خير الخَلَف، ونِعم مَن يقود قافلة الأمن المظفّرة في ميادينها الرّحبة الفسيحة، وبصفة خاصة في هذه المرحلة الحاسمة التي تحتاج لعقل أحمد بن عبد العزيز وفكره وحسمه وحزمه وإخلاصه، ودأبه على العمل، وإنسانيّاته المعروفة عنه، والتي تحكي عنه قصصاً تتناقلها ألسنة الأوفياء في هذا الوطن، الذي يُقدِّر معاني الوفاء وقيم الإخلاص والعطاء لرجال في مكانة الأمير أحمد بن عبد العزيز. لقد جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزيراً للداخلية مبعثاً للآمال في وقت الأزمات والأحزان، لأنه جاء ليؤكد لدى الجميع أنّ للمملكة ثوابتها الرّاسخة في الميدان الأمني، ومبادئها التي لا تحيد عنها، فالأمن فيها يعمل ويسهر على خدمة الدِّين الحنيف، والمحافظة على أمن الحجيج والمعتمرين، ومن يشدُّون الرِّحال إلى مسجد النّبي الكريم صلّى الله عليه وسلم، ورفعة شأن الوطن، والمحافظة على مكتسباته وتهيئة المناخ المناسب لتحقيق المزيد من ثمرات التنمية والرّخاء، وصيانة أمن المواطن وكلّ من يعيش فوق أرض الوطن، أو يحلُّ عليه ضيفاً كريماً من مختلف أصقاع المعمورة. فهنيئاً لوطننا هذا الاختيار الحكيم، لتستمر مسيرة الأمن موفَّقة مظفّرة بعون الله مع وزير الداخلية الإنسان المخلص الهمام الأمير أحمد بن عبد العزيز، وليخطَّ مع رجاله وجنوده قصصاً ناصعة زاهية في الوفاء والعطاء. والله الموفّق. (*) وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام - سابقاً