تزامناً مع تصاعد وتيرة القتال في حلب وانشقاق السفيرة السورية في قبرص وبعد انحسار القتال في دمشق التي استعادت قوات النظام السيطرة على مجمل أحيائها، أجرى النظام السوري أمس الثلاثاء سلسلة تعيينات أمنية بعد اقل من أسبوع على مقتل أربعة من كبار قادته الأمنيين في حين تضاربت الأنباء أمس عن قبول المعارضة مرحلة انتقالية تقودها شخصية من النظام. وعيَّن الأسد أمس اللواء علي مملوك رئيساً لمكتب الأمن الوطني في سورية برتبة وزير حسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس ليشرف على كل الأجهزة الأمنية ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية، كما تم تعيين اللواء رستم غزالة الذي كان مدير فرع دمشق للأمن العسكري رئيسا للأمن السياسي، وديب زيتون الذي كان في الأمن السياسي رئيسا لإدارة أمن الدولة. وعين رفيق شحادة الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية في محافظة حمص رئيساً للمخابرات العامة، وعبد الفتاح قدسية الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية نائبا لعلي مملوك. تأتي هذه التعيينات الجديدة تزامناً كما تقدم مع اشتداد المعارك في حمص وانحسارها بدمشق. فقد أدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد إلى مقتل أكثر من 80 شخصاً الثلاثاء. وقال نشطاء بالمعارضة أمس ان قوات الأسد قتلت ما يصل الى 30 مصلياً أمس الثلاثاء لدى توجههم إلى مسجد لأداء صلاة العشاء في قرية شمال غربي مدينة حماة بسورية. وقال جميل الحموي وهو أحد النشطاء متحدثا هاتفياً من سهل الغاب القوات و(ميليشيا) الشبيحة (المؤيدة للأسد) تركوا حاجز الطريق على حافة قرية الشريعة وعبروا الطريق الرئيسي وبدأوا في إطلاق البنادق الآلية على المصلين حين كانوا يدخلون المسجد. وأضاف الحموي الذي يستخدم اسما مستعارا لأسباب أمنية ( تأكدنا من أسماء 15 جثة ويوجد عدد مشابه تقريبا لم يجمع بعد من الشوارع ) . من جهة أخرى اتهم الجيش السوري الحر نظام الأسد بنقل أسلحة كيميائية إلى مطارات على الحدود غداة تهديد دمشق باستخدام هذه الأسلحة في حال تعرضها ل (عدوان خارجي). وقال الجيش السوري الحر في بيان (نحن في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نعلم تماما مواقع ومراكز تموضع هذه الأسلحة ومنشآتها ونكشف أيضاً ان الأسد قام بنقل بعض هذه الأسلحة وأجهزة الخلط للمكونات الكيماوية إلى بعض المطارات الحدودية). وتضاربت الأنباء أمس عن قبول المعارضة أي حكومة وحدة وطنية تقودها شخصية من النظام, فقد أكدت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني أمس رفض المجلس أي حكومة وحدة وطنية تقودها شخصية من النظام، نافية بذلك كلاماً كان أدلى به في وقت سابق المتحدث باسم المجلس جورج صبرا لوكالة فرانس برس. وقالت قضماني من باريس (لم يكن وارداً يوماً تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عضو في نظام) الرئيس بشار الأسد. وأضافت ان ( تشكيل حكومة انتقالية مسألة واردة بالطبع لكن من المعارضة، لا ان يرأسها عضو في السلطة). بالمقابل اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية انه لم يفت الأوان بعد ليبدأ الرئيس السوري عملية انتقالية للسلطة في بلاده. وخاطبت كلينتون مقاتلي المعارضة السورية ( قائلة ان عليها (المعارضة) ان تستعد للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها ان تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية وعليها ان تحمي الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري. وفي ما يمكن ان يكون - إذا تأكد - ثاني انشقاق على مستوى دبلوماسي عال عن النظام السوري ذكرت قناتا الجزيرة القطرية والعربية التلفزيونيتان مساء أمس ان القائمة بالأعمال السورية في قبرص لمياء الحريري انشقت عن النظام. وتعذر الحصول على تأكيد لذلك. وفي الأردن قالت جمعية الكتاب والسنة الأردنية التي تقدم خدمات اغاثية لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في المملكة أمس ان ما يزيد على خمسة آلاف سوري عبروا الحدود إلى المملكة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال زايد حماد رئيس الجمعية ان عدد اللاجئين السوريين الذين عبروا السياج الحدودي بين سورية والأردن إلى مدينة الرمثا (95 كم شمال عمان) في الأيام الثلاثة الماضية تجاوز 5 آلاف لاجئ. وأضاف ان نحو 1500 سوري لجأوا فجر أمس إلى مدينة الرمثا التي تبعد كيلومترات قليلة عن مدينة درعا السورية.