بالعودة إلى الوراء قليلاً ونظرة إلى معارض الكتب نجد أنها خجولة وكانت بدايتها في دار الكتب الوطنية بالرياض سابقاً وكان متعهد إقامتها دار المريخ بالرياض بمبادرة من الأستاذ القدير والصحفي الأستاذ عبد الله الماجد بالتعاون مع وزارة المعارف ممثلة بإدارة المكتبات العامة ومساحة المعرض لا تتجاوز ألف متر واستاندات العرض في مدخل دار الكتب والممرات وأروقة الدار وكان في وقته عملاً جيداً ومن ثم تطور الأمر إلى مبادرات من جامعة الإمام والملك سعود حيث يُقام المعرض في رحاب هاتين الجامعتين وبعد ذلك تطور الأمر إلى تبني وزارة التعليم العالي للمعرض حيث قامت بإقامته في مركز المعارض القديم في حي المروج المجاور للخطوط السعودية.. هذا المبنى الذي احتضن الكثير من المناسبات الوطنية ومن أهمها المملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم، وكان رواد هذا المعرض وفي هذا المكان ينظرون إليه بأنه أفضل بكثير من مقرات المعارض السابقة لأن مساحته أضعاف المعارض التي أُقيمت من قبل على الرغم من أن مساحته لا تتجاوز ثلاثين ألف متر مربع تقريباً وقد أقيمت عدة معارض فيه وكان الجميع يتطلع أن تتم إقامة مدينة كبيرة تحتضن فعاليات المعارض المتنوعة التي تقام في مدينة الرياض ومن بينها معرض الرياض الدولي للكتاب وقد تفاعل جمع من الكُتّاب مع هذه التطلعات من خلال المقالات التي نشرت في الصحف السعودية بالإضافة إلى تحدُّث البعض منهم مع المسئولين في هذه المدينة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ،ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي استجاب لهذه المطالب ووجّه المسئولين ولا سيما الغرفة التجارية بالرياض لإقامة مقر كبير يكون مدينة للمعارض وهذا ما تم، حيث تم إنشاؤه في طريق الملك عبد الله على مساحة تُقدر بأربعمائة ألف متر مربع وكان تصميمه على أحدث ما توصلت إليه مدن المعارض العالمية من حيث التصاميم والبنى التحتية والتقنية وقاعات الاجتماعات والمحاضرات ومواقف السيارات، وقد أُقيم على رحاب هذه المدينة ثلاثة معارض بدءاً من العام 1431ه ونحن في السنة الثالثة 1433 التي يقام فيها المعرض والذي أصبح متابعاً من أبناء هذا الوطن والدول الخليجية المجاورة ويترقبونه بلهفة واهتمام لأنه يُعتبر المعرض الثاني بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب بشهادة الناشرين في الوطن العربي الذين يحرصون على المشاركة فيه لما يجدونه من إقبال منقطع النير من رواد المعرض وقد وصل الأمر إلى أن الجهة المنظمة للمعرض أصبحت تواجه إحراجاً في كثرة الراغبين في المشاركة من الدور المحلية والدولية وقد وصل بها الأمر إلى الاعتذار للبعض منها بحجة عدم وجود أمكنة بالإضافة إلى تقليص المساحة في بعض الأحيان لإتاحة الفرصة إلى أكبر عدد من الناشرين.. وهنا يتساءل رواد المعرض: هل مساحة مدينة المعارض التي تُقدر بأربعمائة ألف متر مربع تم تشغيلها بالكامل؟.. لا أعتقد ذلك والدليل أن معرض الصناعات الوطنية الدائم شغلَ حيزاً كبيراً من مدينة المعارض الرياض ويفترض أن يُستغل هذا المكان في توسعة معرض الكتاب لأن معرض الصناعات الوطنية لا يحتاج إلى هذه المساحة فإذا كان لا بد من الاستفادة على الأقل منه في أوقات إقامة معرض الكتاب والتي عادة لا تتجاوز أحد عشر يوماً وهذه ما نتمناه من الغرفة التجارية بالرياض أن تستغل مساحة مدينة المعارض كاملة لأن معرض الرياض من المعارض العالمية والذي يتابع باهتمام بالغ من داخل المملكة وخارجها.. كذلك أطالب الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة مدينة الرياض والغرفة التجارية الصناعية بالرياض التفكير في إقامة مدينة للمعارض خارج المدينة على سبيل المثال على طريق الدمام أو طريق القصيم وتكون هذه المدينة متكاملة تتضمن الفنادق والنوادي الصحية والحدائق وألعاب الأطفال والمطاعم ومضماراً لممارسة رياضة المشي وهذا الأمر ليس صعباً لأن كل المقومات المطلوبة لإقامة هذه المدينة متاحة حيث تتوفر الأراضي والسيولة المادية والكفاءات المهنية والإدارية وهذا ما نتمناه. والله من وراء القصد. [email protected]