حمّل رئيس جمعية الناشرين السعوديين أحمد الحمدان إدارة مركز المعارض مسئولية “الكارثة” التي شهدها معرض الرياض الدولي للكتاب بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة الرياض أمس كونها حدثت جراء عيب تصميمي في البناية، مشيراً إلى أن المبنى أنشئ منذ 3 سنوات وكان من الواجب أن تتلافى كافة عيوبه التصميمية، وطالب بتعويض دور النشر التي تضررت من الأمطار. وكانت مدينة الرياض تعرضت أمس لأمطار غزيرة تضرر منها مبنى المعارض الدولي الذي تسربت من سقفه مياه الأمطار، الأمر الذي أدى إلى خسائر كبيرة لأكثر من ثلاثين دار نشر شاركت في المعرض. وأشار الحمدان إلى أنه لم تُحدد بعد حجم الخسائر وأن إدارة المعرض كلفتهم بحصر الخسائر تمهيداً لرفعها للمطالبة بتعويضات، نافياً علمه بأي إجراءات “تأمينية” قامت بها إدارة المعرض لحفظ الحقوق أبان توقيع عقد الاستئجار. من جانبه، أعلن رئيس إدارة معرض الكتاب الدكتور عبدالعزيز العقيل أن التحقيقات بدأت لمعرفة أسباب الخلل الفني، مطمئناً الناشرين، وواعداً إياهم بتعويضهم عن جميع الخسائر التي تعرضوا لها، ومشيراً إلى أن إدارة معرض الكتاب ستحمّل الإدارة المالكة للمبنى مسؤولية العيب التصميمي والذي أدى لخسائر لأصحاب دور النشر، كما أن الخسائر التي تعرضت لها دور النشر ستتحملها إدارة المعرض. ونفى العقيل علمه بأي إجراءات تأمينية قامت بها إدارة المعرض لحفظ حقوق الناشرين تجاه الكوارث، جازماً بأن إدارة مركز المعارض والمؤتمرات لديهم شيء من هذا القبيل لأن هذا معرض دولي يُفترض به تأمين مثل هذه الأمور. صاحب “دار الثلوثية” أكد ل “المدينة” على أن محتويات داره والمجاورين له تُلفت بالكامل، محملاً المسئولية لإدارة معرض الكتاب كونها المسئول المباشر عنهم لأنها هي التي استأجرت الموقع من الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وأن تحميلهم لإدارة المعرض كونها مسئولة عنهم وليس مركز المعارض الدولي، ولذلك فإن المسئولية القانونية تقع على إدارة معرض الكتاب التي هي بدورها تأخذ الخسائر من مركز المعارض. وشدد على أنهم سيطالبون بتعويضات جراء «الكارثة» التي تعرضوا لها لأنها خسارة كبيرة فضلاً عن الخسارة المعنوية التي مني بها المعرض حالياً، منوهاً بأن ما حدث يعتبر صورة غير مشرّفة للمعرض، وطالب بضرورة إجراء تحقيق موسع لتعويض كافة الخاسرين من جراء الأمطار المنسابة من سقف البناية، بالإضافة إلى تحسين الصورة المأساوية التي شهدها الكثير من دور النشر مساء أمس، نافياً علمه بحجم الخسارة التي تعرض لها بسبب عدم إحصاءها في الوقت الحالي، إلا أنه قال: “كافة محتويات داري تُلفت بالكامل”. من جانب آخر تعرضت استديوهات القناة الثقافية لعدد من الأضرار الأمر الذي أدى إلى قطع بثها. رغم الأمطار.. مبيعات المعرض تجاوزت ال 35 مليون ريال كشف مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور عبدالعزيز العقيل أن عدد زوار المعرض قارب 3 ملايين زائر بنهاية اليوم الأخير من المعرض أمس، مبيّناً تجاوز مبيعات المعرض ل 35 مليون ريال. وبيّن العقيل أن الإقبال الكبير على المعرض يدل على وعي رواده، وقال: “لا يمكننا إلا تقدير عدد الزوار، وهذا الأمر يُقارن بحجم المبيعات، ولو نظرنا إلى القوة الشرائية لرواد المعرض لوجدنا أننا أمام إقبال كبير على اقتناء الكتب، هذا عدا الصفقات التي قامت بها بعض الجهات، وبجولة بسيطة في المعرض نجد أن أغلب الأجنحة باتت شبه خاوية”. وأشار العقيل إلى أن معرض الرياض تميّز عن بقية المعارض بالبيع الفردي. هذا وقد اُختتمت مساء اليوم فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الخامسة الذي استمر عشرة أيام وشارك فيه 700 دار نشر من 30 دولة عرضوا أكثر من 300 ألف عنوان وحلت دولة الهند ضيف شرف فيه. وتميّز المعرض الذي افتتح في 26 ربيع الأول الماضي بزخم فكري وثقافي كبير، ونُظم على هامشه الكثير من الفعاليات الثقافية شارك فيها أكثر من ثمانين مفكراً ومثقفاً وأديباً من داخل المملكة وخارجها.