نوّه عددٌ من قيادات العمل الإسلامي والخيري بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالبدء فوراً بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة الأشقاء في سوريا، اعتباراً من اليوم الاثنين في جميع مناطق المملكة. وأكَّدوا في تصريحات ل(الجزيرة) أن الدعوة من خادم الحرمين لجمع التبرعات دعوة مباركة، أجرها عند الله عظيم لنُصرة شعب عزَّل يعاني من ظروف إنسانية صعبة. بداية تحدث الشيخ الدكتور قيس بن محمد المبارك عضو هيئة كبار العلماء: المسلمون في هذه الأيام الجليلة أن تتوجَّه أموالهم في شهر النصر إلى إخوانهم في سوريا، البلد المبارك التي يحكمها جيشٌ تربّى على الفسق والفجور، جيشٌ يعتزُّ بقوَّته وبطشه ولا يعتزُّ بذلِّ عبوديَّته لله، جيشٌ فجر في خصومته مع الشعب السوري الحر، حتى بدأ الأحرارُ يخرجون منه تباعاً، وينحازون لإرادة الشعب. وأشار الشيخ المبارك إلى أنه في شهر رمضان يشعر العبد بالقرب إلى الله، ولذا فتراه لا يرى في الدنيا ما يستحق التعلّق به، ففي هذا الشهر حين تقوى صفة العبودية في قلب المؤمن يزداد عنده الشعور أن الله هو المانع وهو المعطي، فإذا به يكون أكثرَ سخاءً من ذي قبل، وقد كان رسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، لافتاً إلى أن الدعوة لجمع التبرعات دعوة مباركة، أجرها عند الله عظيم، لمن دعا إليها ولمن نشرها ولمن ساهم في نشرها من الخطباء والوعّاظ وغيرهم، فهي من الجهاد في سبيل الله تعالى، لنُصرة شعب عزّل أحرار لم ينفعم غير شعارهم الذي تبنَّوهُ حسَّاً ومعنى: (ما لنا غيرك يا الله) فلا يدري العبد لعلَّ الله خذَّل الهيئات الأممية عن دعمهم ليبْقَوا على تَعلِّقٍ بأن الله هو ناصرهم، ولئلا تكون لهذه الهيئات يدٌ في نصرتهم، فلنبادر بالدعم ونحن نرى بشائر النصر تظهر وتتجلَّى علاماتُها، وليستحضر المنفق في قلبه أنه بإنفاقه يسد جوعة جائع ويستر عورة مشرد بين تركيا ولبنان والأردن وغيرها، ويدفع أذى جيش فاجر، ويعجل برفع مظلمة عن شعب ويدرأ فتنةً عن الناس. وأضاف: يلاحظ أنَّ مِن رحمة الله بعباده أن نبههم إلى أنه سبحان في غنى عن أموالهم، وأنه إنما نَدبهم للصدقة لتكون خيراً يقدمونه لأنفسهم لا لله، فهو الغني سبحانه، وزيادة في كرمه سبحانه عد ما ينفقه المسلم قرضاً حسنا، قال تعالى: وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا . وأكّد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد أن توجيه خادم الحرمين الشريفين بإطلاق حملة تبرعات لا يستغرب منه - حفظه الله - في دعم قضايا العرب والمسلمين والوقوف مع الأشقاء أوقات الأزمات والمحن. وأشار الدكتور السديري إلى أن المملكة سبّاقة في خدمة قضايا العرب والمسلمين ولاسيما في مثل هذا الشهر الكريم الذي يتأكد فيه فعل الخير والإحسان إلى الآخرين، لافتاً إلى أ الوضع الإنساني في سوريا لا يخفى على أحد فجاءت هذه الدعوة من والد الجميع خادم الحرمين الشريفين لتخفيف المصاب عليهم. وقال الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي: سعدنا جداً بتوجيه خادم الحرمين الشريفين بإطلاق حملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة الأشقاء في سوريا، مشيراً إلى أن المملكة اثبتت أنها أكبر ناصر للعمل الخيري وسبّاقة للوقوف مع الأشقاء في عدد من دول العالم. وأكد أن الوضع الإنساني في سوريا لا يطاق مع ازدياد النازحين واللاجيئن إلى الدول القريبة المجاورة وهم في أشد الحاجة للوقوف معهم في هذه الأزمة، حيث الحرب وصوم رمضان وقلة الناصر والمساند، داعياً في الوقت ذاته عموم المواطنين والمقيمين إلى دعم الحملة والتي يتزامن انطلاقتها مع شهر رمضان الذي تتضاعف فيه الحسنات.