من منا من مشاهدي القناة السعودية الأولي في شهر رمضان الكريم من كل عام لا يتذكر برنامج(دين ودنيا).. حديث شيق يطل علينا منه الشيخ المرحوم على الطنطاوي-رحمه الله ويصطحبنا فيه إلى داخل بساتين دينية وأدبية وعلمية وحتى (مسلية بعبارات لاذعة بريئة)، فيقطع لنا ثمارا يانعة ويقدم لنا قطوفا مورقة صاغها العلامة الشيخ الطنطاوي-يرحمه الله- بعباراته الرنانة ولهجته الممزوجة بتراث الشام وحضارة السعودية، ليطوف بنا في أرجاء هذه البساتين المثمرة، فيمر بنا على حدائق مزهرة بعلمه وأشجارا شامخة بأفكاره وجداول يجري فيها ماء حبه ونصحه وإخلاصه لدينه الإسلامي الحنيف وأمتيه العربية والإسلامية. وفي سلسلة برنامج (دين ودنيا) يتحفنا الشيخ الطنطاوي-يرحمه الله-بمجموعة من الموضوعات الهادفة والتي عالجها بأسلوبه البسيط والمميز وهي صالحه لكل زمان ومكان. ولقد تشرفت أن تم تكليفي حين كنت على رأس العمل في التلفزيون السعودي أن أشرف على إنتاج بعض حلقات برنامج (دين ودنيا) والتي عرضت في القناة الأولي لعدة سنوات وأخرجها المبدع علي الرواس ومن أهم تلك الحلقات: «خواطر داعية، في كل بستان، في دوحة الأدب، لسان العرب، النفس المطمئنة، إلى الشباب، قطوف تربوية، في طوق الحب، ذات الخمار.. وغيرها الكثير.. وكان لهذه الحلقات الدينية التربوية الاجتماعية مشاهدوها لا في المملكة فقط بل في جميع الدول العربية والإسلامية. وبالأمس كنت أتصفح الفيس بوك والتويتر وإذا بي وجها لوجه مع العلامة الشيخ على الطنطاوي يرحمه الله.. لقد سطرت بعض روائعه من برنامج (دين ودنيا).. ومما قرأته في التويتر-يقول الشيخ الطنطاوي: «الإنجليز يخالفون الناس في كل شيء.. أن مشت سيارات الناس على يمين الطريق مشوا هم على شماله وأن قاس الناس بالمتر قاسوا بالياردة، وأن وزنوا بالكيلو وزنوا هم بالرطل، ولا يكتفون بهذه المخالفة حتى يفرضوها على ثلث أهل الأرض». أنا شخصيا سعيد أن أرى روائع الشيخ على الطنطاوي -يرحمه الله- على التويتر والفيس بوك، لعلمي أن أغلب المتصفحين لهذين (الموقعين) غالبيتهم من الشباب الذين يتابعون أخبار العالم وأكاذيب الغرب عن العرب والمسلمين، سعيد أن أرى روائع الطنطاوي وغيره لتنير الطريق أمام الشباب! [email protected] الرياض