أنا الآن أتناول طعام الإفطار غير مشدوه إلى التلفزيون ذلك إني لاأراه نعم إني لاأراه على الشاشة الصغيرة لقد فقدناه ذلك النجم الذي سطع والبدر الذي أضاء ،والنبراس الذي كان يشع ، كان يطل علينا الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله على مائدة الإفطار حتى إن الكثيرين من متابعيه ومحبيه يفضلون سماع حديثه الرطب على الرُّطَب ، ويستأنسون به رغم شدة شهيتهم للطعام ، لقد كانت مائدته من أجمل الموائد على الإطلاق بل إنني لم أجد لمائدته شبيها في شيء من القنوات العربية إلى اليوم إننا نفتقد ذلك الحس الأبوي والهاجس التربوي الذي كنا نلمسه على مدار ربع قرن ، لماذا لاتعاد تلك الحلقات الرائعة التي كان يقدمها ذلك العلم العلامة الأديب القاضي الشاعر الذي كان مرة تراه يفيدنا بفتاوى رصينة وأحياناً بنصائح أبوية تربوية لها أثرها الفعال في التربية والتعليم وطوراً تراه يتحفنا بنوادر الشعر والقصص، وأخرى نعيش معه جواً نبويا في المدرسةالروحانية النبوية أو في مدرسة الفداء والبطولة مدرسة الصحب الكرام ، وأحيانا نسمعه يروي لنا قصة مؤثرة مبكية ، والحق يقال لقد كان إذا أراد أن يبكينا بكينا وإن اراد أن يضحكنا ضحكنا وإن أراد أن يعزينا سلونا ،إنه الموسوعة العلمية الثقافية النادرة عبر التاريخ ، فإلى متى نبقى أسرى البرامج الضعيفة أو المسلسلات الهزلية التي تتطاول أحيانا حتى على مورثاتنا الدينية أوالثقافية في أسلوب ساخرغير مرض بل أحيانا نجد أن تلك المسلسلات تصورنا كأمة متخلفة خارج تاريخ الحضارة . لقد سئمنا من الممل المكرر عبر نافذة صغيرة لم تستطع أن تتجاوز النمطيات . إن طلة الشيخ الطنطاوي سواء في رمضان أم في يوم الجمعة كانت طلة جميلة ومريحة ومفيدة على السواء يكفي أحيانا ابتسامته الرقيقة ، ومحادثته للمخرج أحيانا على الهواء مما يجعل من يراه من المشاهدين يستغرق في الضحك. أين أنت أيها الحبيب والله إنا قد اشتقنا إليك أيها الطنطاوي فالقلب لك عطشان و(طاوي) رحمك الله رحمة واسعة ،وجمعنا بك في جنة الفردوس الأعلى آمين زين العابدين غرم الله الغامدي