الحول الشللي مرض يحدث نتيجة وجود شلل بإحدى عضلات العين أو أكثر، أو خلل في الأداء بالأعصاب المخية المحركة لتلك العضلات، وهي العصب الدماغي الثالث أو الرابع أو السادس.. ويختلف الحول الشللي عن بقية أنواع الحول الأخرى في الأعراض الإكلينيكية، ومظاهر المرض والمسببات، وكذلك في طرق الفحص المطلوبة، وطرق العلاج المتبعة. أسباب متعددة تتنوع أسباب الحول الشللي فمنها ما يكون بسيطاً ويسهل علاجه أو يتحسن تلقائياً، ومنها ما يكون خطيراً ويتطلب فحوصاً عديدة ومنها ما يهدد حياة المريض من هذه الأسباب: الإصابات الدماغية والحوادث ومرض السكري الذي كثيراً ما يظهر به شلل وبخاصة في العصب السادس، يليه العصب الثالث، ونادراً العصب الرابع وأمراض ذات حيز داخل الجمجمة منها الأورام داخل المخ الحميدة والخبيثة، والالتهابات وأمراض وإصابات أو كدمات مباشرة على العضلات المحركة للعين وأنواع خلقية مثل شلل العصب الرابع الخلقي. الإصابة تحدث في أي عمر وهذه المسببات يمكنها أن تحدث في أعمار مختلفة وهذا يفسر حدوث الحول الشللي في أي سن أي قد يظهر في الكبار وفي الصغار.. وأحياناً يشكو المريض من اعوجاج في الرأس خصوصاً في حالات الحول الشللي التي يمضي عليها وقت طويل مثل الحول الشللي الخلقي بالعصب الرابع، من الممكن أن يشكو المريض من أعراض أخرى مثل الصداع وهذا من أعراض زيادة الضغط داخل الجمجمة وتدعو إلى أهمية الإسراع باستشارة طبيب المخ أو الأعصاب. الأزدواج في الرؤية من أهم الأعراض أهم الأعراض لهذا المرض هو ازدواج الرؤية الذي قد يحدث فجأة للمريض ويُعتبر من الأعراض المزعجة والتي تعوق المريض عن أداء عمله.. كما يلاحظ الأطباء وجود زاوية حَوَل ولكنها ليست ثابتة في جميع الاتجاهات تزداد عندما ينظر المريض في اتجاه عمل العضلة التي بها شلل وتختفي نهائياً عندما ينظر المريض بعينيه في الاتجاه المضاد أي أن الحول تختلف درجته باختلاف اتجاه حركة العين. الأعراض الناتجة عن تأخُّر العلاج بمرور الوقت يتجه وجه المريض إلى الناحية اليسرى من أجل التخلص من الازدواج، وهذا يحدث بدلاً من تحريك العين لليسار.. وبمرور الوقت أيضاً تتجه العين إلى ناحية الأنف أي يحدث حول أنسي شللي، نتيجه لعدم توازن القوى المؤثرة على العين في الاتجاه الأفقي.. حيث العضلة المستقيمة الداخلية تعمل في اتجاه الأنف، بينما المستقيمة الخارجية لا تعمل.. وهذا النوع غالباً ما يحدث مع مرض السكر. الرنين المغناطيسي ضروري للتشخيص تستدعي حالات الحول الشللي اهتماماً خاصاً من طبيب العيون إذ إنها يمكن أن تكون مظهراً لاعتلال في المخ وتُجرى للمريض فحوصات معملية لمعرفة علاقة الحول الشللي بالأمراض العامة مثل السكر. ويحتاج التشخيص إجراء الفحوصات الخاصة بداخل الجمجمة والتي تتم بعمل الأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي التي لها أهمية خاصة في تشخيص السبب وراء هذا النوع من الحول. علاج الحول الشللي أثناء فترة العلاج يجب أن يتخلص المريض من معاناته بسبب الرؤية المزدوجة بطرق عدة: منها تغطية إحدى العينين، أو نظارة خاصة بها منشور في بعض الحالات.. ويحتاج فترة من الوقت حتى ستة أشهر لعلاج السبب، تُجرى بعدها عملية جراحية لإصلاح وضع العين واستعادة حركتها بقدر المستطاع بواسطة عمليات تقوية العضلة الضعيفة، أو إضعاف العضلة القوية، أو تغيير مسار بعض العضلات السليمة المحيطة بالعضلة التي لا تعمل. الطرق الجراحية وفي الحالات الكاملة للعصب السادس هناك ثلاث عمليات رئيسية ممكن للجراح المتخصص اللجوء إليها حسب درجة الحالة وسن المريض.. هناك عملية جنسن (Jensen) وهنا يربط الجراح العضلتين العموديتين بالعضلة الخارجية بغرز ثابتة لتحسين حركة العين إلى الخارج. كما تُوجد عملية تُسمى هيوملشيم (Hummelsheim) وهنا يُؤخذ أنصاف العضلات العامودية ويغير مسارها إلى العضلة الخارجية.. وأخيراً عملية ناب (Knapp›s) وهنا يتم تغيير مسار العضلتين العموديتين بالكامل وتحويل مسارهما إلى العضلة الخارجية. الدكتور راشد الفطاني - استشاري عيون الأطفال والمتخصص في علاج الحول / الحاصل على الزمالة في طب وجراحة العيون - مجموعة د.سليمان الحبيب الطبية