نددت دول العالم بمجزرة التريمسة في محافظة حماة التي راح ضحيتها 305 قتلى على أيدي القوات السورية والشبيحة المواليين للرئيس بشار الأسد.. ونددت الحكومة القطرية مساء الجمعة بأشد العبارات بمجزرة التريمسة مطالبة بتحقيق «فوري وجدي» فيها وداعية المجتمع الدولي للتحرك سريعاً لوقف المأساة التي يعشيها الشعب السوري. كما دان وزير الخارجية الكندي جون بيرد بشدة المجزرة «المروعة» التي شهدتها بلدة التريمسة, مؤكداً أن ما جرى «لا يغتفر» وداعياً مجلس الأمن الدولي إلى الاتفاق على مشروع قرار بشأن سوريا.. ووصفت الولاياتالمتحدة مجزرة التريمسة بأنها «كابوس»، وسط ازدياد الضغوط الغربية في اتجاه قرار دولي أشد وطأة على دمشق, حسبما ذكرت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس، معتبرة أن الوضع الميداني يجسد «بطريقة مأسوية الحاجة لتدابير ملزمة في سوريا». ونددت الحكومة البرازيلية أيضاً «بشدة باستخدام الجيش السوري «المدفعية الثقيلة ضد المدنيين» في التريمسة, وحضت دمشق على احترام خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان للسلام. من جهة خرى, ذكر نشطاء أمس السبت أن فريقاً من المراقبين الدوليين تفقد منطقة تقع على بعد نحو ستة كيلومترات من قرية التريمسة السورية.. وأكد مصدر بالأممالمتحدة أن فريقاً من المراقبين تمكن من القيام بنوع من «الزيارة الاستطلاعية» قرب القرية مساء الجمعة. وقال تقرير لتقييم الوضع أعدته بعثة المراقبة الدولية في سوريا الجمعة إن المراقبين وصفوا هجوماً على قرية في منطقة حماة بأنه «امتداد لعملية للقوات الجوية السورية». وأكد ما وصف بأنه «تقرير عاجل» «الوضع في محافظة حماة لا يزال مضطرباً للغاية ويصعب التكهن به». وأضاف «القوات الجوية السورية تواصل استهداف المناطق الحضرية المأهولة شمالي مدينة حماة على نطاق واسع». وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء الجمعة أن عدم تمكن مجلس الأمن الدولي من الاتفاق على موقف موحد لممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لوقف العنف في بلده هو بمثابة إعطائه «ترخيصاً لارتكاب المزيد من المجازر». وقال بان غداة مجزرة التريمسة إنه يتعين على مجلس الأمن «إرسال رسالة قوية إلى الجميع مفادها أنه ستكون هناك عواقب» إذا لم تحترم خطة السلام. وأضاف: «أدعو كل الدول الأعضاء إلى أخذ قرار جماعي وحاسم من أجل إيقاف المأساة في سوريا فوراً». بدوره, دان مجلس علماء الشريعة في جامعة الإخوان المسلمين في الأردن أمس السبت مجزرة بلدة التريمسة, ودعا إلى «النفير العام» لنجدة الشعب السوري ودعم ثورته. وقال المجلس في بيان إنه «إذ يدين هذه المجزرة البشعة بكل عبارات الإدانة والاستنكار ليدعو جموع الأمة إلى نصرة الشعب السوري المظلوم بكل الصور الممكنة لوقف الظلم الواقع عليه وردع الظالم ومحاسبته على جرائمه». وعلى الصعيد الميداني, صعدت القوات السورية أمس السبت عملياتها العسكرية, وتركزت عمليات القصف على ريف دمشق وحمص ودرعاً التي شهدت اقتحاماً لإحدى بلداتها ما رفع عدد القتلى إلى 19 على الأقل بينهم 10 في اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على الحدود السورية التركية في حلب شمالاً، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.. وقتل ستة من المقاتلين المعارضين إثر الهجوم الذي شنه هؤلاء على حاجز للقوات النظامية في منطقة تل سلور في محافظة حلب على الحدود السورية التركية، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة من عناصر الحاجز». وفي محافظة حماة، أشار المرصد إلى أن سيارة مفخخة استهدفت مفرزة الأمن العسكري في مدينة محردة في ريف حماة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدتان وطفل يبلغ من العمر 13 عاماً، بالإضافة إلى عنصر من الأمن العسكري. وفي محافظة درعا، ذكر المرصد في بيان أن مئات من جنود القوات النظامية اقتحموا بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بعد توقف القصف بلدة خربة غزالة والحارة وسط إطلاق رصاص كثيف، حيث بدات حملة مداهمات واعتقالات في البلدة من دون ورود معلومات عن حدوث اشتباكات. وفي محافظة حمص وسط البلاد أشار المرصد إلى مقتل خمسة أاشخاص صباحاً بينهم امرأة حامل جراء القصف على مدينة القصير في ريف حمص، بالإضافة إلى أربعة آخرين قتلوا في مدينة حمص، هم مدنيان، ومقاتل معارض قتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي السلطانية، وجندي منشق نتيجة إطلاق النار والقصف الذي تتعرض له أحياء القرابيص والخالدية في المدينة.. وفي ريف دمشق، قال المرصد إن «انفجاراً شديداً» هز صباح أمس السبت بلدة المليحة «تبعه إطلاق نار كثيف»، بالإضافة إلى «سماع أصوات انفجارات في مدينة النبك فجراً، وأصوات إطلاق رصاص كثيف في منطقة كفربطنا». وذكرت لجان التنسيق أن مزارع حرستا والقابون «تتعرض لقصف برشاشات الطيران المروحي».