في مبادرة استحقت التقدير والثناء، وعرفاناً بالدور البطولي للقائد المجاهد والأديب السعودي فهد المارك - رحمه الله - أطلق الفلسطينيون اسم بطل حرب 48 السعودي فهد المارك على مدخل مدينة طولكرم الجنوبي تقديراً لشجاعته في قيادة الفوج السعودي الذي قاتل الإسرائيليين قبل أكثر من 60 عاماً؛ ليأخذ الشارع اسم «شارع المناضل السعودي فهد المارك». وقال جمال الشوبكي سفير فلسطين في المملكة العربية السعودية عن ذلك إن تكريم المناضل السعودي فهد المارك على مدخل مدينة طولكرم رسالة وفاء من الشعب الفلسطيني إلى الشعب السعودي. وأضاف بأن الفلسطينيين أرادوا توثيق سيرة رفيق دربهم منذ احتلال إسرائيل الأراضي العربية عام 1948، وليعرف فهد المارك من لا يعرفه بأنه كان قائد الفوج السعودي الذي حارب إلى جانب الفلسطينيين قبل 60 عاماً. وكيل وزارة الحكم المحلي زياد غنيم علق قائلاً: إن المارك كان له دور مميز، وأثبت المشاركة السعودية الشعبية إلى جانب المساهمة الرسمية، وما فعله الفلسطينيون هو إشارة إلى أنهم لا ينسون من يقف معهم. والمارك من مواليد مدينة حائل شمال السعودية، وأول مندوب لبلاده في مكتب مقاطعة إسرائيل في دمشق، وكان ممثلاً متفرغاً للملك فيصل للاتصال بحركة فتح منذ انطلاقتها العام 1965 حتى وفاته العام 1978. والمناضل فهد المارك ألّف من بين ما ألّف سجل الشرف الذي تحدث عن الضحايا والجرحى والداعمين السعوديين في الحرب ضد إسرائيل عام 48، لكنه لم يعطِ نفسه حقها، وهنا يردّ الفلسطينيون له بعضاً من الجميل لمواقفه الداعمة لهم على مدى ثلاثة عقود. وللمناضل السعودي المارك سيرة عطرة: من مواليد مدينة حائل بالمملكة العربية السعودية 1330ه الموافق 1910م. التحق بدار التوحيد (كلية الشريعة فيما بعد) بالطائف 1360ه الموافق 1940م. ترك الدراسة مستأذناً للجهاد في فلسطين من الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي بارك تطوعه، فذهب متطوعاً مع المجاهدين السعوديين والعرب الذين جاؤوا للمشاركة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والعربية في فلسطين عام 1368ه، الموافق 1948م. عيَّنه الملك عبدالعزيز قائداً للفوج العربي السعودي ضمن جيش الإنقاذ العربي عام 1948م في فلسطين. شارك مشاركة فعّالة في معارك المالكية شمال فلسطين. عيَّنه الملك عبدالعزيز عام 1370ه، الموافق 1950م، قنصلاً عاماً في سفارة المملكة العربية السعودية في دمشق (سوريا)، كما كان أول مندوب سعودي لمكتب مقاطعة إسرائيل في مقرها الرئيسي في دمشق. خلال عمله في دمشق أسس عام 1373ه، الموافق 1953م، جمعية خيرية لرعاية الأيتام والعجزة والأرامل السعوديين المقيمين في سوريا، وحصل في سبيل ذلك على دعم مالي من الحكومة السعودية، وكذلك على تبرعات من الأمراء والتجار السعوديين، وما زالت الجمعية تقوم بأعمالها الخيرية الإنسانية إلى الآن. عمل في عدد من سفارات المملكة في الخارج: سوريا - اليمن - ليبيا - تركيا. عيّنه الملك فيصل - رحمه الله - عام 1386ه (1966م) ممثلاً شخصياً متفرغاً لجلالته لمقابلة بعض القادة والمسؤولين العرب والأجانب. تُوفِّي - رحمه الله - في الرياض يوم 20/ 5/ 1398ه.