بتوثيق وإعداد العقيد خالد سعدون الشمري وتحقيق وتعقيب بسام العسلي صدر كتاب «مذكرات قائد: الفوج السعودي في حرب تحرير فلسطين الأولى 1948م العقيد سعدون حسين الشمري «وثائق - خطابات - صور» استهل الكتاب بعد آية من القرآن الكريم..باهداء من العقيد خالد سعدون الشمري يقول فيه الى باعث روح الجهاد في أمته المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - اذ لم يكن الفوج السعودي الذي رفع راية الجهاد في سبيل الله على ارض فلسطين تأكيداً لنظرته الشاملة في مستقبل العرب والمسلمين.. واكمل العقيد خالد اهداءه الى روح والديه وأرواح الشهداء الأبرار الذين امتزجت دماؤهم الزكية مع دماء اسلافهم جند الفتح الاسلامي في فلسطين. وفي تعريف بالكتاب يقول العقيد خالد الشمري: إن ما حدث على ارض فلسطين منذ 1948م ولليوم لم يكن حرباً أهلية او حرب عصابات وإنما هي حرب بين اصحابها الشرعيين وبين الغزاة الصهاينة وما حدث عقب تلك الحرب من احتلال واغتصاب للأرض وللحرية وإهدار للكرامة العربية وتعاون بعض الانظمة العربية في حق فلسطين، وما أعقبها من حروب وتداعيات مما بعث في نفوسنا مشاعر الألم والحسرة، وهذا ما جعلني اسجل في صفحات هذا الكتاب صور مشرقة سطرها ابناء وطننا الحبيب من المتطوعين السعوديين الذين هبوا لنصرة اخوانهم الفلسطينيين ودفاعاً عن عقيدتهم ومقدساتهم. لهو خير شاهد ان الدفاع عن فلسطين حلقة متصلة من الأجداد الى الأحفاد وأن الدماء العربية التي أريقت على ثرى فلسطين منذ وطأت اقدام اليهود أرضها هي سطور من ذهب خطها التاريخ في اعماق ذاكرته لتكون نبراساً لأبنائنا وأحفادنا والأجيال القادمة وأن ما اقدم عليه المتطوعون السعوديون لنصرة اخوانهم في فلسطين لهو خير دليل ان المملكة العربية السعودي منذ مؤسسها الأول الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حكومة وشعباً لم ولن تتردد في بذل الغالي والنفيس دفاعاً عن الحق والعدل والحرية ودفاعاً عن مقدساتنا الاسلامية وقدسنا الشريف مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تحدث العقيد في مقدمة الكتاب عن فكرة اعداد الكتاب ثم تطرق للحديث عن سيرة والده قائد الفوج السعودي العقيد سعدون الشمري الذي توجه للالتحاق بالخدمة العسكرية وعمره خمس عشرة سنة الى سوريا وذلك عام 1920م وتدرج بالرتب العسكرية في الجيش السوري ثم عاد الى اهله في حائل لمدة سنة ليعود بعد ذلك ويسجل في الجيش الأردني عام 1941م حتى عام 1945م حيث استقال وعاد للجيش السوري حتى تم تشكيل الفوج السعودي وقد رصد سيرته الذاتية في بيان اوضح فيه خدمته العسكرية والمناصب التي تقلدها حتى فترة تقاعده، والأوسمة والميداليات التي حصل عليها، وكمدخل لسيرة القائد قدم الأستاذ بسام العسلي دراسة عن دور الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في قضية فلسطين. والكتاب قسم الى ثلاثة فصول مع عدة ملاحق الفصلين الأول والثاني عن معارك الفوج السعودي، بدءاً من جيش الإنقاذ ثم معركة الزراعة، معركة القسطل، معركة «ديرياسين»، معركة نورس، نسف جسر العفوله، معركة عين جارود، نسف جسر حارون، معركة ررعين الكبرى، معركة المالكية، معركة الشجرة، سقوط الناصرة، معركة المنارة، سقوط اللواء الشمالي، ثم خلاصة حرب فلسطين الشهيدة وأخيراً حديث حول الحرب غير المتكافئة. الفصل الثالث خصص لقراءات في وثائق الحرب اولاً الانضباط والسيطرة، والقائد والمسؤولين، والأمن في الميدان، والتنظيم الاداري وأخيراً من ايام ما بعد الحرب، وقد استندت تلك القراءات على العديد من الوثائق المهمة بعد ذلك خصص جزء كبير من الكتاب للملاحق بدءاً من الخرائط، وأسماء المتطوعين السعوديين الذين بلغ عددهم 376 متطوعاً من مدن ومناطق المملكة المختلفة، وأسماء السعوديين الذين لم يتم الوقوف على المعارك التي استشهدوا فيها وعددهم ثلاثة وثلاثين متطوعاً، وأسماء المجاهدين الذين منحتهم قيادة الجيش السوري الأوسمة الحربية وأسماء الجرحى المتطوعين من المجاهدين السعوديين وأسماء الجرحى الذين اصيبوا بعاهات مستديمة، وأسماء الشهداء السعوديين المتطوعين الذين استشهدوا في مختلف المعارك، وأسماء المتطوعين السعوديين حسب تشكيلهم ووظائفهم، وسجل المعارك للفوج السعودي، اضافة الى ملاحق البرقيات والأوامر العسكرية، والبرامج التدريبية للفوج السعودي، وملحق خاص للصور النادرة وصور بعض الأوسمة والشهادات والأختام، اضافة الى صورة لصفحة نشرتها جريدة الرياض في 4/4/1999 وتمثل حواراً مع المقدم خالد الشمري نجل قائد الفوج السعودي في حرب فلسطين مع رصد لمصادر الكتاب اضافة الى اشارة لبعض الملاحظات التي قدمها العقيد خالد بن سعدون الشمري احقاقاً للحق وذلك في نهاية الكتاب عن كتاب «الجيش السعودي في حرب فلسطين عام 1948م» وما ورد في بعض رواياته من اجحاف لحقوق الآخرين، والكتاب الذي يقع في 432 صفحة يعد مرجعاً مهماً لموقف المملكة من قضية فلسطين اضافة الى رصد لسيرة احد رجالات الدولة الذين ساهموا في مجالهم العسكري.