في وقت تراوح فيه الأزمة السورية مكانها بين لهيب القتل في الداخل وتطورات المواقف السياسية في الخارج تزامناً أيضاً مع فشل محادثات المعارضة السورية في روسيا التي كانت تطمح إلى الحصول على دعم لثورتها أطلع المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان الأربعاء مجلس الأمن الدولي بالمهمة التي قام بها لتوه في دمشق وطهران وبغداد في بداية الأسبوع, مشيراً للصحفيين عقب انتهاء الجلسة إن مجلس الأمن يبحث في التحرك الممكن القيام به لوقف النزاع المستمر في سوريا. وأضاف عنان (يجب ان نسمع شيئاً في غضون الأيام المقبلة) مؤكداً في هذا الصدد أكد أنان ان الغربيين يريدون تقديم مشروع قرار يزيد من الضغوط على الرئيس الأسد. بدوره أكد السفير البريطاني في الأممالمتحدة مارك ليال غرانت أمس أن الأوروبيين والأميركيين سيقدمون سريعاً إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يتضمن (تهديداً واضحا بفرض عقوبات) إذا لم تطبق سوريا خطة كوفي أنان للسلام. وبحسب نظيره الفرنسي جيرار ارو فإن النص سيتيح إمكانية فرض عقوبات بينما حذرت السفيرة الأمريكية سوزان رايس من انه ستكون هناك عواقب واضحة في حال عدم احترام خطة أنان. بدوره أيضاً أكد أنان أن إيران والعراق يواصلان دعم خطته التي تتألف من ست نقاط وتبناها مجلس الأمن في أبريل ولم تطبق. وأضاف أنهما يدعمان فكرة عملية انتقالية سياسية. وفي الوقت الذي تتواصل في أعمال العنف من كل الجانبين والذي راح ضحيته تحديداً أمس 52 قتيلاً انشق السفير السوري في بغداد وأبلغ السلطات العراقية أنه لم يعد يمثل نظام الرئيس بشار الأسد كما أفاد وكالة فرانس برس أمس الأربعاء دبلوماسي عربي معتمد في بغداد. وقال الدبلوماسي لفرانس برس طالباً عدم ذكر اسمه أن السفير السوري نواف الشيخ فارس(بعث برسالة إلى وزارة الخارجية العراقية) يبلغها فيها بانشقاقه ليصبح بذلك السفير السوري الأول الذي ينشق عن نظام الأسد. وأضاف المصدر ان المسئولين العراقيين سيجتمعون اليوم الخميس للبحث في سبل إرساله إلى بلد ثالث. في هذه الأثناء فشل رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا في إقناع المسئولين الروس الذين التقاهم أمس في موسكو بوقف دعمهم لنظام الأسد. وانتقد عبدالباسط سيدا أمس دعم روسيا للرئيس السوري. وقال لصحافيين عقب انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سوريا إن الحوار غير ممكن ما لم يرحل الأسد. لكن روسيا لها رأي آخر). وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس ورئيسه السابق برهان غليون (لم نلاحظ تغيراً في الموقف الروسي. كنت هنا قبل سنة والموقف لم يتغير). وقال سيدا (نرفض السياسة الروسية -أيا كانت مسمياتها- لأن هذه السياسة الداعمة للنظام تتيح استمرار العنف). في الوقت نفسه نقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية أمس عن مساعد مدير الجهاز الفدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن ان روسيا ستواصل تسليم سوريا أنظمة مضادات جوية مشيراً إلى إنها معدات ذات طابع محض دفاعي. وعلى الأثر حض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرز فوغ راسموسن موسكو على المساعدة في إيجاد حل سياسي في سوريا. وقال أثناء زيارة له إلى كوسوفو ( روسيا تتحمل مسؤولية.. استخدام نفوذها لدى دمشق بهدف تسهيل الحل السياسي).