ا ف ب - فشل رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في اقناع المسؤولين الروس الذين التقاهم الاربعاء في موسكو بوقف دعمهم لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يشترط المجلس تنحيه قبل البحث في اي مرحلة انتقالية. وقدم الموفد الدولي الخاص الى سورية كوفي انان الاربعاء الى مجلس الامن الدولي عرضا حول زيارته الاثنين الى سورية التي اتفق خلالها مع الرئيس بشار الاسد على طرح لوقف العنف في البلاد سيعرضه على المعارضة. وقال أنان للصحافيين اثر احاطة لمجلس الامن عبر الفيديو من جنيف ان "المجلس يبحث الآن في الخطوات التالية الواجب اتخاذها وفي التحرك الممكن القيام به"، مضيفا "يجب ان نسمع شيئا في غضون الايام المقبلة". ورغم تكثف الاتصالات والزيارات على المستوى الدبلوماسي، فان العنف لا يزال على حاله في سورية وقد اوقع اليوم 52 قتيلا. وانتقد عبد الباسط سيدا الاربعاء دعم روسيا للرئيس السوري. وقال لصحافيين عقب انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "اؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سورية ان الحوار غير ممكن ما لم يرحل الاسد. لكن روسيا لها راي اخر". وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس ورئيسه السابق برهان غليون "لم نلاحظ تغيرا في الموقف الروسي. كنت هنا قبل سنة والموقف لم يتغير". وقال سيدا "نرفض السياسة الروسية - ايا كانت مسمياتها - لأن هذه السياسة الداعمة للنظام تتيح استمرار العنف". واشار الى ان النظام السوري يستخدم في اعمال القتل في سورية "الاسلحة التي سلمتها روسيا له لقمع شعبه". غير ان لافروف اكتفى بتكرار الموقف الروسي القائل بضرورة بذل كل ما يمكن لبدء "حوار بمشاركة الحكومة ومجموعات المعارضة كافة يقرر فيه السوريون بأنفسهم مصير بلادهم، ويبدأون بالاتفاق على عناصر ومهل العملية الانتقالية". في الوقت نفسه، نقلت وكالة انباء انترفاكس الروسية الاربعاء عن مساعد مدير الجهاز الفدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن ان روسيا ستواصل تسليم سوريا انظمة مضادات جوية، مشيرا الى انها معدات "ذات طابع محض دفاعي". وعلى الاثر، حض الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرز فوغ راسموسن موسكو على المساعدة في ايجاد حل سياسي في سوريا. وقال اثناء زيارة له الى كوسوفو "روسيا تتحمل مسؤولية (...) استخدام نفوذها لدى دمشق بهدف تسهيل الحل السياسي". وجاءت زيارة وفد المجلس الوطني السوري الى موسكو غداة تقديم روسيا مشروع قرار يمدد ثلاثة اشهر مهلة التفويض المعطى لبعثة المراقبين الدوليين الموجودة في سوريا بقرار من مجلس الامن للتحقق من وقف لاطلاق النار اعلن في 12 نيسان/ابريل ولم يتم الالتزام به. ولا يلحظ المشروع الروسي الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه فرض اي عقوبات. وتنتهي في 20 تموز/يوليو مهمة المراقبين. ويطالب المشروع السلطة والمعارضة السوريتين ب"البدء فورا بتطبيق" خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان للحل في سوريا وتنفيذ توصيات مجموعة العمل الدولية التي انعقدت في جنيف في 30 حزيران/يونيو ووافقت على مبادىء مرحلة انتقالية تنص خصوصا على تشكيل حكومة تضم وزراء من الحكومة السورية الحالية ومعارضين. الا ان الاوروبيين والاميركيين اعتبروا ان مشروع القرار الروسي ضعيف جدا، كما افاد دبلوماسيون، وسيعدون لمشروع قرار يرمي الى زيادة الضغوط على دمشق. واعلن السفير البريطاني في الاممالمتحدة مارك ليال غرانت للصحافيين ان "المشروع الروسي اخطأ الهدف نوعا ما". وقال ان خطة كوفي انان للسلام "لم تسمح حتى الان بوضع حد للعنف". وقال نظيره الالماني بيتر فيتينغ "من الخطأ التركيز فقط على بعثة المراقبين الدوليين (...) نريد احترام قرارات المجلس ونريد وقف استخدام الاسلحة الثقيلة". واوضح دبلوماسيون اخرون ان المشروع الغربي سيكون تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة الذي يتضمن التهديد بفرض عقوبات، وانه سيطرح على البحث الاربعاء او الخميس. ميدانيا، قتل 52 شخصا في اعمال عنف في سوريا الاربعاء، في يوم شهد اشتباكات صباحية في دمشق، واستمرار القصف على احياء في مدينة حمص في وسط البلاد لليوم الرابع والثلاثين على التوالي. والقتلى هم 23 مدنيا و18 عسكريا و11 مقاتلا معارضا وجنودا منشقين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وشهدت احياء كفرسوسة والقدم والبساتين في دمشق الاربعاء اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين تلتها حملة مداهمات واعتقالات واسعة قامت بها قوات النظام وطالت ايضا حي اللوان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. في مدينة حمص في وسط البلاد، يستمر القصف من قوات النظام على احياء الخالدية والقرابيص وجورة الشياح والقصور ويترافق مع اشتباكات مع مقاتلين معارضين على مداخل هذه الاحياء وحي بابا عمرو. واشار المرصد مجددا الى ان "القوات النظامية السورية تحاول السيطرة على مدينة الرستن الخارجة عن سيطرتها منذ شهر شباط /فبراير الفائت" في محافظة حمص، مضيفا ان هذه القوات "تكبدت امس خسائر فادحة لدى محاولتها اقتحام" المدينة. من جهة ثانية، ذكر المرصد انه تم العثور الاربعاء على جثامين 14 شخصا بينهم 13 عنصرا من جيش التحرير الفلسطيني كانوا قد خطفوا قبل ايام وهم في طريقهم الى مخيم النيرب في حلب (شمال). واوقفت السلطات السورية الاربعاء القيادي المعارض ورجل الاعمال محمد بسام الملك الذي احيل الى القضاء بتهمة التحريض على العصيان، حسبما افاد المحامي انور البني وكالة فرانس برس. وقال البني رئيس المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية لفرانس برس "استجوب قاضي التحقيق اليوم عضو غرفة تجارة دمشق وعضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سورية محمد بسام الملك (65 عاما) وقرر توقيفه بتهمة التحريض على العصيان". واوضح البني ان الموضوع يتعلق بالاضراب الذي قام به تجار دمشق احتجاجا على مجزرة الحولة في نهاية ايار/مايو التي قتل فيها 108 اشخاص بينهم 49 طفلا. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الاربعاء ان الرئيس السوري اصدر اليوم مراسيم بتعيين سبعة محافظين، بينهم اثنان تم نقلهم من محافظة الى اخرى. وشملت التعيينات محافظتي دير الزور وحمص اللتين تشهدان اعمال عنف واسعة.