الشدة حينما تبحث عن حقيقتها ستجدها صفاءً إيمانياً بامتياز ونعمة بلاء خيّرة من نِعم عطاء الخالق عز وجل، فحين وصولك إلى هذه الحقيقة تتشرذم تداعيات هذه الشدة مشكِّلة في ذلك نقش إيمان وعفة مسار. هكذا تعاملت مملكة البحرين مع سحابة الصيف التي خيمت عليها.. شدة واجهتها بقناعة رجالاتها في (تذويب) الباطل وخرقه وكسره بقوة الحق والعدل. لم تنطو البحرين تحت أجنحة هذا البلاء بل توزعت بأذرعها إلى إكمال بناء كافة أطياف ميادينها وأنشطتها وقطاعاتها وقواها مجذرة في ذلك بصيرة جلية ضمت في مكوناتها علامات سلام (مخملية النواة والكيان) طالت بنجاح (عرش) الشدة الهشة. وتأكيداً لما أسلفت هنالك إنجازات تحققت في الآونة الأخيرة لا يمكن أن نغفلها فلقد قفزت بعجلتها النهضوية إلى جذب أكثر من ثمانية مليارات دولار جاءت من الخارج كاستثمارات إلى جسدها الاقتصادي لما لهذا الجسد و(البدن) من مفاصل تشريعية وإنسانية آمنة ومحفزة ما نجم عن ذلك تغذية مفاهيم غايرت بدورها (القيل والقال) التي حطت على مسامع هذه الدولة والعالم دون وجه حق محققة عزلاً (لأبجديات الفتنة) التي حضرت إليها بلا أصول فضلاً عن أن البحرين تتمتع بأضخم تجمع للصيرفة الإسلامية وتصنيف ائتماني متقدم وتحظى بموارد بشرية نوعية ومتعلمة لديها من الإمكانات ما يُؤهلها من إدارات كياناتها الاقتصادية والثقافية والمجتمعية إضافة إلى اكتمال بنيتها التحتية لكافة قطاعاتها ما منح البحرين مواصفة الجذب الفاعل لجميع مرتاديها.. قادَ هذا البلد ثورات تنموية وتطويرية متواترة ومتسارعة في الأشهر القليلة الماضية بهدف تفتيت فلسفة هذا الوهم وهذا السراب.. في حين سجل النسيج البحريني لمختلف منابته ومواقعه قفزة نوعية في الإسهام بهذا العمل الوطني من خلال حرصه على إبراز مكنوناته النهضوية والحضارية والثقافية والتاريخية وتثبيته لعناصر الخير والوفاء والولاء داخل (عجينة) تراب وطنه وذلك أمام شدة شاخت وضاق عمرها رغم صغر سنها وستزول سراباً كما جاءت - بإذن الله -. هنا تكمن قوة الرجل في مواجهة الطالح بالصالح والهدم بالبناء والفتنة بالاتحاد والظلم بالعدل.. البحرين بشخصيتها الاعتبارية والسيادية تُمثِّل حاضنة إنسانية سليمة وصحية ولبنة أساس وعلامة أصيلة للعمل التنموي المستدام.