تتواصل اجتماعات ومؤتمرات أصدقاء سورية موازاة مع تواصل القتل اليومي الذي تمارسه كتائب الأسد في عموم البلاد؛ حيث يلاحظ أن الطيران المروحي والمدفعية الثقيلة البعيدة المدى تشارك بفاعلية في قصف المدن السورية لإسقاط أكبر عدد من القتلى في صفوف الشعب السوري. وبما أن نظام بشار الأسد قد أيقن أن مثل هذه المؤتمرات لن تثنيه عن مواصلة قتل الشعب السوري فإنه لا يهتم بعقد مثل هذه المؤتمرات؛ سواء عقدت في تونس أو اسطنبول أو باريس، بعد أن أثبتت تلك المؤتمرات أنها لا تنتج إلا تصريحات وأقوالاً دون الالتزام بمواقف تسعف الشعب السوري وتجنبه المجازر الدموية التي ترتكبها كتائب الأسد يومياً بحقه، وحتى مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لم يرَ في هذه المؤتمرات فائدة، ولذا فضل البقاء في جنيف وهي القريبة من باريس، مرتكباً تجاوزاً يحمل دلائل لا يمكن تفسيرها إلا بعدم جدوى مثل هذه المؤتمرات، ومع أن ما قام به كوفي عنان يمثل عيباً وسلوكاً غير مبرر كونه الموظف التنفيذي الأممي الأكثر ارتباطاً بهذه الأزمة، ومع هذا يتخلف عن هذا المؤتمر. ماذا يمثل هذا التصرف؟ إما أن يكون كوفي عنان غير مقتنع بمثل هذه المؤتمرات أو أنه يضع نفسه في صف القلة القليلة من الدول التي تعارض عقد مؤتمرات أصدقاء سورية؛ كونه متحالفا مع نظام بشار الأسد، وهو ما يعطي ظلالاً من الشك حول موقف كوفي عنان. مؤتمرات أصدقاء سورية ومؤتمر جنيف وقبلها اجتماعات مجلس الأمن الدولي جميعها أكدت بأن الوضع في سورية لا يتم حله ومعالجته عبر الاجتماعات والمؤتمرات، وإنما يحل داخل الأرض السورية من خلال دعم ثورة الشعب السوري؛ حيث يواصل الثوار السوريون؛ سواء عبر الجيش السوري الحر أو العمليات التي تقوم بها الجماعات العسكرية المنشقة، هي التي ستحسم الوضع لصالح الثورة. فقد أثبتت الثورة السورية قدرتها على مقارعة قوات النظام السوري؛ رغم ضعف الإمكانيات وعدم توفير السلاح، في الوقت الذي يواصل سلاح النظام الاستفادة من الدعم الروسي والإيراني اللذين يوفران له سلاحاً متواصلاً، إضافة إلى تدفق مقاتلين من حزب الله اللبناني والمليشيات الطائفية العراقية. مؤتمر أصدقاء سورية في باريس وقبله مؤتمر جنيف يؤكدان مجدداً ضرورة دعم الثوار السوريين بالسلاح لحسم الوضع لصالح الشعب السوري بعيداً عن المؤتمرات والاجتماعات التي لا يجني منها الشعب السوري سوى الأقوال. [email protected]