قرأنا جميعاً الخبر المفرح الذي تناقلته جميع الوسائل الإعلامية السعودية بخصوص: «الملحقية السعودية في واشنطن تزف أكثر من 6000 آلاف خريج وخريجة.. و.. 5000 آلاف وظيفة تنتظرهم». وأعجبت بالفعل بالإنجاز الذي حققه الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى في كلمته التي ألقاها في حفل التخرج قائلاً: «بأن حفل التخرج ويوم المهنة هو رد على جميع المشككين في هذا البرنامج العبقري (ويقصد سعادته برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي). وإعجابي جاء من خلال تحرك الملحق الثقافي العاجل لتوظيف المبتعثين والمبتعثات حين أكد سعادته بالقول: «لقد شهدنا عمل مئات المقابلات من الجهات الحكومية والشركات التي تجاوز حضورها أكثر من تسعين جهة حكومية وأهلية وشركات سعودية وعالمية». فإن كانت هذه الجهات والشركات قد سافرت للولايات المتحدةالأمريكية لتلك اللقاءات فنقول للدكتور العيسى (برافو) وتريليون برافو. وهنا أحب أن أطرح سؤالاً ساذجاً على جامعاتنا في الداخل: «هل بالإمكان دعوة الجهات الحكومية والشركات المحلية والعالمية التي تعمل داخل المملكة وحتى خارجها لإجراء مقابلات توظيف مع خريجيها؟ إذا كان الجواب نعم فلهم: «تريليونات البرافو... نعم» سبق لي شخصيا أن قمت بزيارات لبعض الجامعات السعودية للبحث في توظيف بعض الخريجين لجهات مختلفة وأصدقكم القول إن المسؤولين في الجامعات لديهم الرغبة والحماس لبناء جسر التوظيف بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص من جهة وبين الجامعات من جهات أخرى... ولكن الخلل يقع من الجانب الآخر, وعلى القارئ الكريم أن يعرف ذلك الجانب المقصود. بعد التخرج من الداخل والخارج نجد مفارقة غريبة بين أن يكون الإنسان مبتعثاً في جامعات عالمية, أو خريجاً من الجامعات السعودية وينتهي به المطاف للوقوف في (طابور حافز) والبحث عن إعانة البطالة, وذلك هو حال الكثير من الخريجين والمبتعثين الذين قضوا أحلى وأصعب سنوات العمر في الدراسة والغربة للحصول على درجات عالية وشهادات جامعية, أملاً في العودة المشرفة لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن. الجميع يتساءل ويسأل: «أين الخلل؟ ولماذا الدراسة والابتعاث إذا كانت النتيجة البطالة (وطابور حافز)»؟ وقد أوضح العديد من الخريجين والمبتعثين الذين التقيتهم في بحثي عن الخلل وعن الحل, الجميع قال: «المشكلة هي المفاجأة الكبرى التي تصدمنا بعد التخرّج هي (البطالة) التي ترجع إلى معوقات غير حقيقية من قبل القطاع الخاص أو الجهات الحكومية للتخلص منهم, أو بسبب واقع فعلي نتيجة عدم تطابق احتياج (سوق العمل السعودي) لهذه التخصصات ما يؤكد مدى الارتباك في تخريج الآلاف من الداخل والخارج. الحل الذي نقترحه في غاية الوضوح والبساطة, لدينا تقريبا أكثر من (8) ثمانية ملايين وظيفة محتلة ومشغولة بأشقائنا العرب وأصدقائنا من الدول الإسلامية والعالمية, وعلينا أن نختار بين أن يبقى هؤلاء الأشقاء والأصدقاء على وظائفهم التي تدر عليهم المليارات من الدولارات, ويبقى ابن الوطن عاطلاً وواقفاً في طابور حافز - يحمل في يديه شهاداته وخبراته وتجاربه.. مع أن المثل يقول: «ما حك جلدك مثل ظفرك»...! [email protected] الرياض