يصطف عشرات الكوريين والكوريات بهدوئهم المعتاد وصبرهم الطويل أمام طاولة صغيرة في جناح المملكة ضيف الشرف في معرض سيئول الدولي للكتاب، على هذه الطاولة يتناوب اثنان من كبار الفنانين السعوديين هما: الفنان التشكيلي عثمان الخزيم والخطاط إبراهيم العرافي حيث يختار كل ضيف للمعرض صورة لعمل فني قد يكون لوحة تشكيلية أو صورة فوتوغرافية ثم يقوم الخزيم أو العرافي بكتابة اسم الضيف عليها بخط عربي جميل. يبدو الخزيم في ورطة وهو يحاول بصعوبة التقاط الأسماء من بين شفاه الكوريين حيث يبدو نطقهم لهذه الأسماء أشبه بالغمغمة وعندما يعجز عن معرفة الاسم يطلب منهم كتابته بحروف إنجليزية، أمازحه بالقول: أستاذ عثمان إنهم لن يعرفوا ماذا كتبت فلا تتعب نفسك واكتب اسمك إن شئت على كل لوحة، يأخذ الأمر بجدية ويقول: كلا، الشعب الكوري شعب طيب ودود ومن الخطأ أن أخدعهم، وأقول الكلام نفسه للخطاط إبراهيم العرافي فيضحك بسعادة ويقول: هل تعرف؟ رغم أني أدرك أنهم لا يعرفون اللغة العربية إلا أنهم يتذوقون الحرف العربي فأنا أطلب من كل واحد منهم أن يختار بنفسه نوع الخط الذي أكتب به اسمه وأفاجأ أنهم يختارون الخطوط الجميلة، وأنا أتعب نفسي كثيراً لأني أعرف أن الشعب الكوري مشهور بإتقان العمل وأريد أن يكون عملي متقناً أيضاً. وأسأله عن أكثر الخطوط التي يقع عليها الاختيار لكتابة أسماء ضيوف قسم الخط العربي في جناح المملكة في معرض سيئول الدولي فيقول إن أكثر الخطوط استخداماً الخط الديواني و الديواني الجلي والثلث في كتابة أسماء الزوار اليابانيين لأن هذه الخطوط تمكنه من كتابة الأسماء في حيز صغير، وبشكل فني جميل أشبه بالشعار أو «اللوغو» مع توظيف العديد من الألوان في كتابة الاسم لأن الجمهور الكوري متذوق جيد للفن ولهذا أحرص على أن أقدم أسماءهم في شكل لوحة فنية جميلة. ويتفق إبراهيم العرافي وعثمان الخزيم، اللذان شاركا في عدد من المعارض الدولية، أن الخط العربي يمثل ورقة ثقافية ناجحة ينبغي أن تحرص المملكة عليها في المحافل الدولية فهو جسر ثقافي يمكن من خلاله تقديم الثقافة العربية لجميع شعوب العالم.