لفتت مجسمات الحرم المكي والحرم النبوي الشريف أنظار زوار جناح المملكة في معرض براغ الدولي للكتاب، حيث يتزاحم العشرات منهم أمام هذين المجسمين وهم يستمعون إلى الدكتورة “نسرين يعقوب” رئيس قسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز، وهي تشرح لهم ماذا يعني هذين المسجدين للمسلمين، وكان أكثر ما أثار اندهاش هؤلاء الزوار إلى جانب روعة البناء هو قدرة الحرم المكي على استيعاب ثلاثة ملايين شخص في وقت واحد، والقداسة التي يحظى بها هذان المسجدان لدى أكثر من مليار مسلم في كل بقاع الأرض. كما تهافت الزوار التشيك على المطبوعات التي أعدتها إدارة التعاون الدولي عن الحرمين الشريفين وقامت بترجمتها إلى اللغتين التشيكية والإنجليزية وهي ثلاثة كتب: عن الحرم المكي والآخر عن الحرم المدني والثالث عن كسوة الكعبة المشرفة؛ إذ يقول الدكتور إبراهيم السعدان رئيس اللجنة المنظمة للمعرض إن آلاف النسخ من تلك المطبوعات نفدت في وقت قياسي حيث من الواضح وجود رغبة عارمة لدى التشيكيين للتعرف على الإسلام. إلى ذلك تمكن الخطاط السعودي سعود بن شاكر من جدة أن يختطف أبصار زوار معرض براغ الدولي للكتاب 2011م، بكتابته أسماء زوار جناح المملكة المشارك كضيف الشرف في بطاقات صغيرة بسبعة أنواع من الخطوط العربية. ورسم شاكر الدهشة والإعجاب على وجوه زوار المعرض التشيكيين بكل من خط (الديواني، الجلي ديواني، الرقعة، النسخ، الفارسي، الكوفي، والثلث)، لما تتضمنه الخطوط من تماسك وانسيابية بما يشكل مزيج جمالي و فني، موضحاً أن أكثر الخطوط طلباً هو “الجلي ديواني” لما له من شكل فني جميل أشبه بالشعار أو “اللوغو”، بالإضافة إلى توظيف العديد من الألوان الحبرية والأوان الترابية في كتابة الاسم ليشكل لوحة فنية جميلة. وقدر الرسام السعودي أن عدد البطاقات التي تمكن من إنهائها حتى أمس الأحد نحو 700 بطاقة، وذلك في ست ساعات يومياً، ومع ذلك لم يكن يبدو عليه الإرهاق بل كان سعيدا جداً بالإقبال الكبير على ورشته ورغبة الكثيرين في الحصول على أسمه بأحد أنواع الخطوط التي يختارها. شاكر درس الخط العربي في جمهورية مصر العربية على يد الأستاذ مسعد خضير في بور سعيد والأستاذ إبراهيم العرافي في مكةالمكرمة، وحالياً تمكن شاكر من تكوين تحالف مع أستاذه العرافي لتعليم الخط العربي في المملكة. من جهة أخرى خصص التلفزيون السعودي ممثلاً في قناة الثقافية 20 دقيقة يومياً لتغطية فعاليات جناح المملكة المشارك كضيف شرف معرض براغ الدولي للكتاب2011م. وأكد الأستاذ محمد إبراهيم الماضي المشرف العام على قناة الثقافية السعودية، أن الهدف من المشاركة هو إبراز جناح المملكة بما يشمله من فعاليات و ندوات مصاحبة بالمعرض، كذلك إعداد تقارير وقصص إخبارية ورصد أحدث الإصدارات، و جميع القضايا الفكرية والثقافية الحديثة في المعرض. وأضاف الماضي أن القناة استضافت عدد من المستشرقين والمفكرين التشيكيين لإجراء حوارات عن الأحداث والقضايا الهامة، بالإضافة إلى تقديم تقارير عن المسلمين والمسلمات في التشيك. وأوضح المشرف العام على قناة الثقافية أن القناة تسعى عقب اختتام المعرض إلى أعداد فلم وثائقي يحاكي ما يدور في جناح المملكة من تهافت زوار المعرض على كافة الفعاليات المشاركة في الجناح، من خلال تقديم عمل أعلامي متكامل وبأسلوب متميز، لتقدم صورة واقعية لما يدور في المعرض .