إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ فُجعت الأمة الإسلامية والعربية والوطن المملكة العربية السعودية والعالم بأسره بفقد سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته الذي أدمى نبأ فراقه القلوب قبل مداد الدموع الذي سطّر به الجميع نثرهم وشعرهم بحروف الوفاء والولاء والصدق والمحبة في الله لسموه - رحمه الله - بحسرة فقد لا يعادلها إلا الألم والحزن المتناهي والوجوم الذي علا الوجوه في مصاب الجميع الجلل بالحاكم ورجل الدولة والأمير والوزير العادل الحكيم المنصف، لكنها مشيئة الله وإرادته فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (النحل 61). ونتقدم في (مدارات شعبية) بخالص العزاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي في فقد رجل عظيم هو جزء لا يتجزأ من تاريخ العالم الإسلامي والعربي والوطني المشرّف على كل الأصعدة، وما إنجازاته الخالدة الموثّقة في كل مجال له صلة بالوطن والمواطن إلا مجد يضاف لأمجاد المملكة العربية السعودية منذ عهد والده المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيّب الله ثراه - وأبنائه الملوك من بعده - رحمهم الله - سعود وفيصل وخالد وفهد، حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - والأمير نايف - رحمه الله - إضافة إلى خبرته التي هي حصيلة سنوات طويلة من العمل الناجح في (كل الظروف المختلفة والمواقف الكبيرة) كان - رحمه الله - قدوة يحتذى في الحكمة، وبعد النظر، والتواضع والإنسانية المتناهية، إضافة إلى تفرده السياسي والإداري، ويدين له الناس بالفضل بعد الله في مكافحة الإرهاب، حيث عالجه بالحزم من جانب ومن جانب آخر بنصح المغرر بهم بأسلوب لم يسبقه فيه أحد، وهو مكافأة التائب ودعمه في ما يعيده ويشجعه على سلكه الطريق السوي كتزويجه وإعانته على مواجهة الحياة وكذلك يدين له كل المواطنين والمقيمين الذين يدعون له بالرحمة والمغفرة، بالأمن والأمان في عهد توليه وزارة الداخلية، إضافة إلى إحيائه للسنة النبوية ووضع جوائز لها وكذلك مكافحته للمخدرات وغيرها من الإيجابيات التي لا تحصى. رحمه الله رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأدخله فسيح جناته إنه على كل شيء قدير. وقد وثّق الشعر الشعبي لكبار الشعراء الكثير من القصائد الجزلة في مقام سموه - رحمه الله - وهي أكثر من أن تختزل في ديوان عوضاً عن دواوين لا تفي سموه حقه الذي هو ديَن على عاتق كل وطني منصف محب في الله لولاة الأمر الكرام، ونشير هنا لبعض ما قيل في مناقب ومآثر سموه - رحمه الله - التي هي أشهر من نار على علم. يقول الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري في الأمير نايف رحمهما الله: مذكور يا نايف ذرى الضيف والجار ذكراك في قلبٍ براه الولافي قلبٍ مع الشدّات يامير صبّار إن صد عن طيب الثناء كل هافي ويقول الأمير الشاعر عبد العزيز بن سعود بن محمد - السامر - في الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله: نايف وريث امجاد مجد السلاطين اللي على دين الشريعه لهم شان ومنها قوله: الحكم رأس ونايف اللي به العين يشوف به من حكمة الرأس عميان ويقول الشاعر خلف بن هذال في الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله: يابن عبد العزيز المنتصر يالناصر المنصور نصرك الله بنصر الدين والسنّة مقوّمها إلى أن قال: ولا نرمي من العاقل مشوره وأنت راعي الشور ولا نبدي على الجاهل سريره ثم يعممّها ويقول الشاعر عبد الرحمن العطاوي في سموه رحمه الله: مدحه مع الأجواد عطرٍ إلى شذى في كل مجلس سمعت اذني نوايجه ترفع له البيضاء على رأس ما علا وفي كل نادٍ مشعلاتٍ سرايجه إلى أن قال: هو غيث وسمٍ ينبت العشب والكما وفي غيره الأمداح بالحيل بايجه غيثٍ يعم بنفعه الأرض كلها يغد السنين اطناف مسبل شجايجه عزّ الجزيره هو ذراها عن الخنا بدرٍ على الآفاق عمّت وهايجه مرحوم من عقّب لنا نايف الوفا عبد العزيز اللي نفوز بنتايجه ويقول في الأمير نايف - رحمه الله - الشاعر طلال الرشيد رحمه الله: يمر نور الصباح فغيبتك طافي وتمرّه أزوال عقبك ما هو بشايف والعذب بحلوقنا ما نشربه صافي وكنّك تصبّ الطُهر بالماء ويجي كايف من غبت والروح جاء يسفي بها السافي والكل ينشد متى يرجع لنا نايف؟ إلى أن قال: توّي عرفت الغلا.. ما هو تلطّافي ما مر بالقلب.. مرت واحدٍ طايف شف حب نايف شهامة قرم وسنافي ماهوب حبٍ يلين ويضعف وزايف هاللي يأمن خفوق النايم الغافي يمسي عزيزٍ لو إن ضلوعه رهايف ويقول الشاعر فراج بن جلبان السبيعي في الأمير نايف رحمه الله: هو نورنا اللي عايشٍ في شروقه بارض الجزيره في رخا كل مخلوق ولا من بيت الأمن بانت فتوقه لخياطها سبّاق ماهوب مسبوق له وقفةٍ قلب الموالي تشوقه ومن هولها تقعد تراعد هل البوق والى اكفهر الجو واحتاس سوقه وزلزل رعدها والسماء كله بروق وكل قبل باللي حصل من حقوقه ما ينوجد من نشفة الريق منطوق وقف لها جعل الولي ما يعوقه رجل المواقف حازمٍ نظرته فوق إقدام نايف كل وصفٍ يفوقه يقدر يعامل كل موقف بطاروق نهر الدها والعرف منبت عروقه واشتاق للعليا وله زادها شوق